بمستحيل في جانب كرامات الأولياء الثابتة بنص الكتاب والسنة والإجماع، ولا ينكرها إلا زنديق مبتدع، وقد ألممنا بأدلة ذلك ونصوصه في كتابنا إزالة الوهم والشكوك، فلا حاجة بنا لجلبه هنا، ويحكى أن إنسانا كان يبلغه ذلك عن المترجم فيكذب به فجاءه يوما فسأله عن ذلك فقال له: هات أذنك فقرأ له القرآن كله حرفا حرفا في أذنه في أقرب زمان.
وكان رحمه الله ورضى عنه يزور الشيخ أبا يعزى في كل سنة مرة، يمشى إليه حافيا من مكناسة إلى قبره بتاغيا مسيرة يومين للمجد، وكان يقول: من زار هذا الشيخ وسأل الله تعالى عند قبره حاجة واحدة في كل زورة، فإنها تقضى له على القطع، ويحكى أنه أشار على بعض الطلبة الآخذين عنه بقراءة دعاء ناوله إياه لتجرية الدم، وأكد عليه في حفظه فقرأة وحفظه، ثم إن المريد امتحن بالأسر عند النصارى فلم يكن سببا لفكاكه وسراحه من ربقة الأسر غيره، عمله لبنت رئيسهم فعالجوها فأعياهم علاجها، ثم إنهم تنبهوا له فسألوه هل يعرف دواء لدائها فقال لهم: نعم، نداويها، واشترط عليهم شروطا من جملتها تسريحه فداواها بشئ أظهره لهم، وترك الدعاء فبرئت وسرح.
مشيخته: أخذ عن الشيخ سيدى محمد بن سليمان الجزولى، وسيدى عبد العزيز التباع، قال في ممتع الأسماع: ولم أدر لمن ينتسب منهما.
وفاته: توفى بمكناس عام عشرة وتسعمائة، ودفن بروضة رأس التاج والروضة إليه الآن تنسب، وضريحه من أشهر المزارات المتبرك بها بالعاصمة المكناسية.