تجدد في جناب هذه الزيادة، وقد صادفت الدولة فيها من الصواب حسن الإفادة، وذلك دليل على حسن السيرة والسياسة وأنك سلكت من طريق التدبير ما شهدت به الفراسة.
ولا شك أن الرئيس في الدولة بمنزلة المصباح وروح القوم هو سلطانهم، ولا تتحرك الجسوم إلا بالأرواح، ومعلوم أنه لا يقوم في كل أمر إلا من هو أعرف به وأنسب، وتقدمه أحسن فيه وأصوب، ولا يخفى أن الرياسة شجرة تبقى ناعمة ما دامت في محلها، ومرتبة عظيمة توصف بحسب صفات أهلها.
وبسبب هذا الفرح تتجدد زيادة المحبة والاتصال، ودوام الخير بغير انفصال، لأن التهنئة بين الدول حقوقها مؤكدة، وتقتضى بين أهل المجاورة مزيد المراعاة المجددة، ودمتم مخصوصين بمزيد الاعتبار رافلين في حلل الأفراح والتهانى في الإيراد والإصدار وختم في ١٠ جمدى الأولى عام ١٣٠٣".
[مع إسبانيا]
وفى شهر ربيع النبوى سنة ١٢٩٤ وجه المترجم خديمه أبا عبد الله محمد فتحا بن خديمه عبد الله بن أحمد سفيراً لدولة الإصبان مع أفر (د لمقابلة الملك لما نزل بسبتة، فقوبلوا من الأمير والمأمور بكل تجلة وإكرام حسبما وقفت على بسط ذلك وشرحه في كتاب وجهه السفير لوالده ودونك لفظه:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، سيدنا ووالدنا العلامة الأجل، الباشا الرئيس الأفضل، سيدى الحاج عبد الله بن أحمد رعاك الله، وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فقد قدمنا لسيادتك أننا ركبنا البحر بقصد التوجه لسبتة يوم الاثنين الثالث من شهر التاريخ، وقد نالنا حين الركوب من أنواع المشقة والامتحان ما