ففى الحديث: منهومان لا يشبعان، طالب علم وطالب دنيا، فينبغى حمل الطلبة على الأليق بحالهم من الدءوب والإطالة. ومواصلة الطلب وترك البطالة والسلام في ١٢ محرم الحرام ١٢٦١".
وقد جاء في كتاب شريف بعثه لولده الخليفة بتاريخ عام ١٢٥٢ مما يدل على اعتنائه بالعلم وأهله:
"وما ذكرت على شأن الطلبة الذين ظهرت نجابتهم، فمن كان مجتهدا في القراءة وظهرت نجابته فرد له ما كان يقبضه قبل من الإعانة، ومن كان مجتهدا في القراءة مثابرا عليها فاجعل له ما ينتعش به ويتقوت، وحين يزيد اجتهاده نزيده إعانة، فإن العلم كاد يندثر وفى مراكش أكثر، وقد كان الملوك ينقلون العلماء من البلدان لبث العلم ونشره كالسهيلى وعياض، والطلبة، وإن كان غالبهم إنما يقرأ العلم لأجل الدنيا، فإن العلم يرده إلى الله ويدعوه لإخلاص العمل له، وقد قال سفيان الثورى رحمه الله: قرأنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله".
[تبرعاته وأوقافه]
من ذلك إنعامه على رئيس الزاوية الكزازية بجميع أعشار بنى عباس.
ودونك لفظ الظهير الصادر بذلك بعد الحمدلة والصلاة ثم الطابع السلطانى بداخله "عبد الرحمن بن هشام بن محمد وفقه الله" وبعده:
"أنعمنا بحول الله وقوته على محبنا المرابط البركة، سيدى محمد بن محمد القائم بأمور الزاوية الكرزازية بجميع أعشار بنى عباس وزكواتهم القاطنين بوادى الساورة وما والاه، ليستعين بذلك على مئونة زاويتهم المباركة، فنأمرهم أن يدفعوا له ذلك، ولا يتراخوا فيه، وفقهم الله والسلام في رابع عشرى ٢٤ محرم الحرام عام ١٢٣٦".