الأعين ذوى هياكل مفزعة بسجونه في سلاسل وأغلال لا يكلمون ولا يكلمون، ولا يعرفون في الخارج، ثم لمادنا أجله انتقل من زرهون إلى مكناسة الزيتون، وفيها أدركته منيته، وبالجملة آثار المترجم وأحواله الخارقة وكراماته الباهرة لا تكاد تنحصر.
مشيخته: منهم ابن عمه سيدى الحاج العربى الوزانى المتوفى ليلة الأربعاء أول ليلة من المحرم عام سبعة وستين ومائتين وألف كما في بلوغ القصد والمرام تأليف البركة الصالح سيدى العربى الوزانى التهامى الرباطى.
الآخذون عنه: أخذ عنه العلامة المجتهد البركة السيد الحاج أحمد اعبابو، والمجذوب الساقط التكليف السيد محمد المدعو منصور آل السيد سعيد المَشَنْزَائى المتقدم الترجمة في المحمدين وغيرهما.
وفاته: توفى بمكناس سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، ودفن بزاوية أسلافه من حومة باب البراذعيين قرب جناح الأمان، وضريحه ثَمَّ من أشهر المزارات.
٤٣٣ - عبد المالك بن فخر الملوك أبى النصر إسماعيل.
حاله: إمام عدل، شهم سخى، ذو ثبات وأصالة في الرأى، بهذا وصفه أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادرى، ووصفه بعض السفراء الإنجليزيين بما ترجمته: ولهذا الإمام خلق مخالف تماما لخلق مولاى أحمد الذهبى، مقتنعا زاهدا لا يشرب إلا الماء، وكان متدينا شديد التمسك بشريعة محمد -رضي الله عنه-، وكان من أكثر الجنود بسالة وشجاعة، ولكن من شدة تعصبه للدين أنه كان لا يثير معركة في يوم عيد ولو كان في ذلك ما فيه من الأخطار على المملكة كلها، ويقال: إنه تحت ستار الصلاح والتقوى كان جبارا سفاكا للدماء، وكان أشياعه يرون في ذلك تنفيذا للعدل الإلهى وقد استولى على العرش لخروج أخيه عن الجادة المستقيمة وتعاطيه للخمور هـ.