جسيما فحمله إلى ذلك الموضع. قال في الصفوة بعد إيراده هذه الحكاية: هكذا رأيت الحكاية بخط شيخنا الفقير الصوفى أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن، ويقال: إن ذلك وقع للزائر مع بعض قرابة الشيخ، والله أعلم.
مشيخته: أخذ عن سيدى عمر الخطابى دفين جبل زرهون عن التباع.
وفاته: توفى عام واحد بعد الألف، ودفن على رأس مدشر زاوية مولانا إدريس الأكبر المعروف الآن بخبير من جبل زرهون، وبنيت عليه قبة، وضريحه إلى الحين الحالى من أشهر المزارات المقصودة للتبرك بها.
[٤٠٣ - عبد الله الجزار.]
دفين الحضرة المكناسية.
حاله: سمعت من غير واحد أنه كان من كمال العارفين المتبرك بهم أحياء وأمواتا، وأن الدعاء بضريحه جربت إجابته مرارا، قال في حقه صاحب جواهر السماط ما لفظه: كان رحمه الله ورعا سنيا، وكان في ابتداء أمره جزارا، وكان يتورع في البيع والشراء، فلا يشترى الغنم إلا من قوم عرف طيب مكسبهم، ثم يذبحها فيبيعها بأرجح ميزان، وما فضل له من الربح يذهب به لزاوية الشيخ الخياط -يعنى شيخه سيدى عبد الله المترجم قبل- فيفرقه على الفقراء، ثم ترك بيع اللحم ولازم الشيخ الخياط إلى أن كان منه ما كان هـ.
ولم أقف على زائد يتعلق بترجمته غير ما هو منقوش في الخشب الذى على ضريحه بخط بارع، أخذت في مناولته يد البلى نقلته هنا صونا له من الإتيان على باقيه، وغير ما هو منقوش في لوح خشب أيضا ملصق بالجدار ثمة، ودونك لفظ ما هو منقوش في الخشب الذى على الضريح:
الحمد لله العلى البارى ... ملك الملوك وفاتح الأسرار
ثم الصلاة على النبي محمد ... سر الوجود ومنبع الأنوار