مشيخته: سمع أبا على ابن سكرة الصدفى، ولازم مجلسه لسماع الحديث ومسائل الرأى.
وفاته: توفى سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
١٨١ - محمد بن حماد بن محمد زغبوش المكناسى.
حاله: فقيه خير علامة نقاد دراكة، قرأ بقرطبة وغيرها، وصحب جلة من أهل زمانه، امتحنه وإلى مكناسة يدربن ولجوط بالسجن في سبعة من قرابته في دار، وجعل عليهم حرسا، ولم يزالوا مثقفين إلى أن أصبحوا مقتولين ذبحا، وفى الدار نقب نفذ السور حكى أنه دخل عندهم أمس اليوم الذى أصبحوا فيه مقتولين شاب من أخوال أحدهم من بنى علالة، وكان حسن الصوت حافظا لكتاب الله العزيز مجودا لقراءته، وكانت عادته إذا دخل عليهم يؤنسهم بقراءة القرآن فسألوه في ذلك اليوم قراءة عشر فقرأ اقتربت الساعة فكان ما ذكر من حكم الله فيهم، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
وسبب محنتهم المذكورة أن عبد الله ولد الممتحن كان يقرأ بفاس حين نزل الموحدون مدينة فاس وسنه يومئذ نحو خمس وعشرين سنة، فتشوق أحد الأيام للإشراف على محلة الموحدين، فخرج من مجلس القراءة وسط النهار وقد انصرف الناس إلى ديارهم والأسوار خالية إلا من حراسها، فطلع السور ليطلع منه عليهم، فبينما هو يمشى على السور حدثته نفسه بالهبوط إليهم فارتاد موضعا خاليا خفيا عن الحرس وربط عمامته في إحدى شرفات السور وتقلد خريطة كتبه وتعلق بالعمامة وكانت ضعيفة، فلما ثقلت انقطعت وسقط في الأرض واعتلت إحدى قدميه، وتسارع إليه الموحدون ورفعوه في درقة ووضعوه بين يدى عبد المؤمن بن