للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥١ - محمد أبو عبد الله بن أحمد (١) بن الحسن بن أحمد بن محمد اليحمدى.

قال أبو الحسن على بن مصباح الزرويلى: هكذا كنت أراه بخطه أعزه الله في مكاتباته ورسائله، لا يزيد على ذلك. واليحمدى نسبة إلى بنى يحمد القبيلة المعروفة قرب جبال غمارة.

حاله: علامة فاضل نحرير، جهبذ نقاد، لوذعى أديب أريب، كامل مهذب، عارف خبير بصير، مستحضر محاضر بحر زخار في فنون العربية والإنشاء، نشأ ببلده بنى يحمد -بفتح الميم- في حجر الصيانة والعفاف، ولما شب ارتحل لفاس بقصد طلب العلم فأقام به مدة وكان ذكيًا نبيلا عاقلا، نزيها طاهر الشيم، حليته الوقار، ومئزره العفة والفخار، عالى الهمة مجتهد، في اقتناء المعانى وتأثيل المحامد، مبتعد عن السفاسف وكل ما يشين، له ولوع زائد بعلوم الأدب وكل ما يؤدى إلى مكارم الشيم، ولم يزل حميد السيرة محمود السريرة، حتى امتد ذكره وطار في الآفاق صيته، وأقر الخاص والعام بتفوقه وفضله.

ولما اتصل خبره بسيدنا الجد الأكبر السلطان المولى إسماعيل أدناه لحضرته، وأجلسه على منصة وزارته، واصطفاه لمحاضرته وسمره، وجعله مستودع سره ومحل مشورته، وذلك سنة نيف وتسعين وألف، وصار يسميه باسم جده الأعلى أحمد حتى غلب عليه، وصار لا يعرف إلا به، وخصه بأنعم لم يشاركه فيها سواه وعظمه وبجل، ونوه بقدره، وقصر المفاوضة في المهمات عليه، وجعل بيده أزمة


(١) في هامش المطبوع: "توفى أحمد والد المترجم صبيحة الثلاثاء الحادى والعشرين من رجب عام اثنين وثلاثين ومائة وألف شهيدا بالبطن تاليا كتاب الله عز وجل صحيح الذهن والعقل ودفن بزاوية الولى الصالح أبى عثمان سعيد بن أبى بكر المَشَنْزَائى وحضر جنازته الخاصة والعامة وكذا بكناشة ولده المترجم. انتهى مؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>