عصره، صاهره سيدنا الجد أبو زيد السلطان مولانا عبد الرَّحْمَن بن هشام بابنته الدرة المصونة السيدة زينب، وكان له لديه جاء ووجاهة، ثم جاء من بعده ولده السلطان سيدي محمَّد فزاده حظوة على حظوة، واصطفاه لمجالسته ومشاورته والمفاوضة معه في المهمات، وكان لديه مستودع سره يتيامن بآرائه لما يعلمه من فضله ودينه وأمانته، ولم يزل محبوبًا مبجلا منظورا إليه بعين الإكبار والرعاية إلى أن لبى الداعي، وانتقل لوطن الرحمة محمود المساعى.
مشيخته: أخذ عن فطاحل علماء وقته، ولازم العارف بالله مولاى عبد القادر العلمى، وانتفع بأسراره ومعارفه، وظهرت عليه بركته ولا كظهور شمس الظهيرة.
وفاته: تُوفِّي ببلده محروسة مكناسة الزيتون عام ثمانية وسبعين بموحدة بعد السين ومائتين وألف، ودفن بضريح أبي العباس أَحْمد الشبلى الولى الشهير قرب دار سكناه.
٣٧٣ - المهدي الكحاك.
من أولاد الكحاك من أهل فاس الإدريسية المستقرين بمكناسة الزيتون.
حالة: رأس المترسلين، وصدر الكتاب المعتبرين، قال أبو عبد الله محمَّد بن الطيب بن عبد السلام القادرى في الأزهار النادية لدى تعرضه لذكر المترجم ما لفظه: خدم السلطان مولانا عبد الله بن مولانا إسماعيل إلى أن سار إلى سوس، ثم خدم بعده أخاه السلطان مولاى المستضئ بالله ابن مولانا إسماعيل، ثم اتصل بخليفة العصر أمير المُؤْمنين سيدي محمَّد بن عبد الله الحسنى، فكان صدرهم، يحسن الإنشاء في الترسيل ويجتنب الفضول والتوغل في التصريف، ولا يتكلم إلا فيما يؤمر به مشتغل بما يعنيه، يطلب من الرزق ما يكفيه، ولا يطمع في أحد