مذهب مالك، ممتاز به فيما دون تلمسان، كما لابن غازى والمقرى في النفح نقلا عن نفاضة الجراب لابن الخطيب وتصدر للإقراء والتقييد فما شئت من اضطلاع ومعرفة واطلاع، وبث العلم ونشره، فأفاد وأجاد، وهو من جملة مشايخ مكناسة الذين لقيهم ابن الخطيب السلمانى.
مشيخته: أخذ عن الأخوين أبى موسى وأبى زيد ابنى الإمام رحمهما الله.
الآخذون عنه: منهم أبو العباس ابن القاضى صاحب جذوة الاقتباس وناهيك به قال: قرأت عليه الخارمة، على الرسالة الحاكمة، وأذن لى في تحمله، وأخذ عنه صاحب نيل الابتهاج كما قال ذلك عن نفسه في الكتاب المذكور، ولسان الدين ابن الخطيب كما في نفح الطيب.
مؤلفاته: منها جزء نبيل على فتوى أبى بكر بن العربى المسماة بالحاكمة، سماه الخارمة.
وفاته: توفى بعد نيف وستين وسبعمائة.
[٤١٠ - عبد الحق الزرهونى.]
دفين جبل زرهون، وهو المعروف اليوم لديهم بسيدى بوحبق شهير الضريح بحومة خيبر، من الزاوية الإدريسية والله أعلم.
حاله: شيخ جليل، محب صادق ملهم، ذو فكر ثابت، وشوق إلى الله دائم، عظيم الإفادة بالهمة والحال، متمكن مخلص، ذو قدم ثابت، ودين متين، كثير الاتهام لنفسه، من الأولياء الأكابر الصالحين القادة الأماثل، تعرض لذكره أبو العباس أحمد بن عبد القادر التستاوتى في يائيته التي توسل فيها إلى الله بأهل الله إذ قال فيها:
وإن جئت عبد الحق فاجنح لبابه ... بزرهون قد أمسى عن الشر نائيا