للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الدولة العلوية، وبقوا على ذلك في دولة أخيه السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل وولاهم القضاء في مدن المغرب كافة.

وفاته: توفى بثغر تطوان أواسط المائة الثانية بعد الألف، وكانت بينهم وبين أبي القاسم العميرى منافسة وشحناء بسطها أبو القاسم في فهرسته.

[١٦٦ - الطاهر بن عثمان المكناسى.]

ناظر أحباسها الكبرى.

حاله: فقيه ذو جاه ووجاهة، فاضل نبيه، تولى نظارة الأحباس الكبرى بالحضرة المكناسية على عهد السلطان مولاى عبد الرحمن بن هشام، وكان لديه شفوف ومكانة، وكان بقيد الحياة عام ستة وسبعين ومائتين وألف.

[١٦٧ - الطاهر بن محمد بن المكي بن حساين المكناسى.]

حاله: فقيه أديب مطالع مطلع، له مشاركة لا بأس بها، ذو فكاهة وظرف وسرعة جواب، محاضر لطيف، رقيق الطبع، بارع الخط، له إشراف تام على أخبار الماضين، مستحضرًا لأمثال العرب وحكمها ووقائعها وظرف أخبارها، واعية راوية لأشعارها، فاق أقرانه في ذلك وتبرز عليهم، وكان دينا عفيفا مبتلى بوجع الصدر يمنعه في غالب أحيانه من تتابع الكلام، وكان ناصرى الطريقة، وقد أخنى به الزمان حتَّى صار يقبض المكس بفندق الجلد وغيره بعد ما كان كاتبا عند بعض أمنائه بفندق رحبة الزرع القديمة ومن أجره يتعيش، وكان يأنف من تعاطى خطة الشهادة، ويقول ارتزاقى من هذا المحل أحب إلى من تعاطى الشهادة، وفى آخر عمره تجرد عن سائر الأسباب وحببت إليه العزلة، ولزم الخلوة وأقبل على عبادة ربه حتَّى أتاه اليقين.

مشيخته: أخذ عن العلامة السيد الهادى بادوا، وشيخ الجماعة السيد مبارك ابن عبد الله الفيضى وغيرهما من أعيان شيوخ عصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>