به بعد بلوغ الأشد وكمال الطلب، وبلوغه الغاية في ظنه من ذلك الأرب. ولكن لا عجب إذا عد ذلك عقوبة عجلت، فقد قالوا: من رام شيئا قبل إبانه عوقب بحرمانه.
مشيخته: أخذ عن جماعة أعلام بلده سجلماسة العلم والقراءات وعن قاضى مكناسة مولاى أحمد بن عبد المالك العلوى وأجازه عامة، ومولاى أحمد هذا أخذ عن سيدى أحمد بن عبد العزيز الهلالى المتوفى ليلة الثلاثاء قبيل الفجر بنحو ساعتين الحادى والعشرين من ربيع الأول عام خمسة وسبعين ومائة وألف، كذا بخط تلميذه السيد محمد بن صالح الفيلالى ثم الرودانى ومن خطه نقلت هـ. حسبما وقفت على ذلك أى أخذ المترجم عن الهلالي بواسطة بخط ولد المترجم الفقيه السيد أحمد المترجم فيما مر على أول ورقة من فهرسة الهلالى المذكور قائلا كذا ذكره والدى في فهرسة أخرى غير هذه هـ.
وأخذ عن الشيخ أبي حفص عمر بن المكى الشرقاوى الصلاة الأمية.
الآخذون عنه: منهم السيد فضول السوسى، والسيد فضول بن عزوز، وابن الجيلانى (١) السقاط، والمختار الأجراوى، ومحمد بن المجذوب بن عزوز، وفخر الرباط، وشيخ الجماعة به أبو إسحاق السيد إبراهيم التادلى في خلق، ولم أحفظ وفاته غير أننى أدركت من أدركه ممن هو الآن حى يرزق.
[١٧٦ - محمد فتحا السلطان أبو البشائر بن أبي الأملاك والسلاطين المولى الشريف بن على الحسنى الينبوعى السجلماسى.]
حاله: قال اليفرنى في النزهة: وإن شجاعا مقداما لا يبالي بنفسه ولا يجول في خاطره خوف من أحد من أبناء جنسه. قال: وكان قويا أيدا لا يقاوم في المصارعة، وحكى أنه في بعض حصاره لتابو عصامت جعل يده في بعض ثقب القصر وصعد عليها ما لا يحصى من الناس كأنا خشبة منصوبة، أو لبنة مضروبة.