وفاته: توفى بتارودانت في حدود ستة وخمسين ومائة وألف، ودفن قبالة باب جامعها، ويعرف هنالك بالفقيه الغربى، قاله صاحبنا مؤرخ تطوان العلامة أبو العباس أحمد بن محمد الرهونى وزير العدلية حينه بتطوان في تاريخه عمدة الراوين في تاريخ تطاوين.
[٥٢٤ - عمر الخطاب نزيل جبل زرهون ودفينه.]
حاله: صدر الشيوخ، وقدوة أهل الرسوخ، ذو الكرامات التي لا تعد، والمفاخر التي لا تحد، قال في الدوحة: كان من الصلحاء الأتقياء، لقى المشايخ وأَخذ عنهم، وتواتر عنه كرامات كثيرة، ونية حسنه، ومعتقد صحيح، له الوجاهة عند الأمراء وغيرهم، وأصحابه يحكون عنه الخوارق، إلا أنه لا بضاعة معه من العلم، والله أعلم بحقيقته، على أن أحوال الديانة هى المعتبرة هـ.
وفى ترجمة فلان الفلانى من ممتع الأسماع وكان صاحب الترجمة هو سيدى عبد الله الخياط ابنى خالة، وكانا في صغرهما يقرآن على مؤدب واحد في مكتب واحد، فكان بعض أهل البصائر يأتى المكتب فيقول للمعلم: عندك ها هنا قنديلان يضيئان، فكان لا يعرفهما إلى أن كان من أمرهما ما كان، ولما كبرا وصارا وليين بعث مرة صاحب الترجمة إلى سيدى عبد الله الخياط أن اخطب لى فلانه امرأة في مدشر سيدى عبد الله الخياط، فأرسل إليه أنها ذات زوج قد عقد عليها وهو ينتظر البناء بها، فبعث إليه ثانية وهو يأمره بخطبتها فعجب منه سيدى عبد الله يقول له: إنها ذات زوج ويرسل إليه في خطبتها، فلما كانت ليلة الزفاف والمرأة قد تزينت وتهيأت، ومن عادتهم أن لا يسموا الصداق والشروط إلا ليلة الزفاف، فذهبوا يشترطون فوقع بين الزوج ووالد الزوجة نزاع واختلاف وعدم توافق، فحلف الولى لا زوجها للزوج وحلف الزوج لا تزوجها، فحملها أبوها من ليلته بتلك الزينة إلى صاحب الترجمة وذكر له كرامات.