كان أهل الإنشاء والبلاغة قائمين بوظيفهم الذى لا يقوم به غيرهم، وأهل الخط المبسوط يستعملهم في مكاتب العمال والثغور والرعايا والشكايات، إذ تلك المكاتب لا تحتاج إلى صناعة ولا إعراب، وأهل الدفاتر والحساب يستعملهم في مصارف الدولة وحسابتها داخلا وخارجا، قاله أبو القاسم الزيانى.
[شعراؤه]
منهم أبو العباس ابن عثمان، وقد تقدمت ترجمته وبعض ما له فيه من بليغ القول، ومنهم أبو عبد الله ابن الطيب سكيرج الآتى الترجمة، ومنهم أبو العباس أحمد بن المهدى بن محمد الغزال الحميرى الأندلسى المالقى الفاسى السفير الكاتب المتوفى سنة ١١٩١، ومن شعره فيه قوله:
سلا بانة الجرعاء هل جادها قطر ... وهل أمرعت أجزاع ساحتها الغر
وهل نسجت أيدى الحياء بروضها ... برودالها من كف راقمها نشر
فيا لك روضا من بكاء غمامه ... تبسم من أثغار أكمامه الزهر
كان به الأدواح تهتز نضرة ... عرائس تزهو فوقها حلل خضر
كأن بها ورق الحمائم سجعا ... قيان لها في صوغ ألحانها جهر
كأن ثغور الأقحوان مباسم ... تسلسل من ظلم الرضاب بها خمر
كأن الشفاء اللعس منها شقائق ... تناسق فيها تحت قانئها در
كأن احمرار الورد في ريق الحيا ... خدود غوانى الغيد لاح بها بشر
كأن ذبول النرجس الغض عادة ... لواحظ من أهواه ماج بها سحر