خلال أمير المؤمنين (محمد) ... إذا صيغ فيه المدح أو نظم الشعر
إمام له في باذخ العز رتبة ... تقاصر عنها الوهم والوصف والحصر
تسامى على سامى السماك مكانها ... وصار إلى عليائها يخضع الدهر
وماد لها شم الشوامخ هيبة ... وأمسى يراها فوق هامته البدر
تذل لها الآساد في أجماتها ... وترتاع في أغمادها القضب البتر
تزلزل أهل الشرك منها وأذعنوا ... وعم على آفاق أجناسهم قهر
وصاروا عبيدا من مهابة بأسها ... ولم ينجهم في الأرض بر ولا بحر
يؤدون بالإذلال والهون جزية ... يقون بها الأنفاس فهى لهم عمر
ومن لم يرم إعطاءها متكبرا ... يحيق به في الحين من بأسه مكر
كما حاق بالمهدومة الخير جهرة ... وحل بها من سوء أفعالها خسر
تصدى لها فخر الملوك بغزوة ... تزعزع منها الجو والبر والبحر
وصب عليها من بوارق بطشه ... صواعق حتف لا يطاق لها أسر
فأفسدها قهرا وخرب دورها ... وشدد أهل الكفر عنها لهم ذعر
ومن ذا يلاقى صولة هاشمية ... إذا انتهضت للأمر يسبقها النصر
فيا لك من عز تكامل سعده ... ويا لك من فتح به سمح الدهر
تقاصر عن إدراكه شأو سابق ... وحاول أن يلقاه فانعكس الأمر
فأخره الرحمن للعادل الرضا ... ليعظم في الأعمال منه له الأجر
بك اختتم الإحسان والعدل والندى ... كما ختم الأشفاع في فضلها الوتر
وكيف تدانيك الملوك سماحة ... وعزا وفخر أو يكون لها خطر