للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم لا تفوق الناس مجدا وسوددا ... وتعنوا إلى أوصافك الأنجم الزهر

وأنت سليل المصطفى سيد الورى ... ومَن مِن نداه الجم يغترف البحر

ورثت نداه والسجايا وعدله ... وسيرته في الخلق فاكتمل الفخر

فأصبحت للإسلام طود حماية ... وغيثا لأهل الأرض إن نالهم فقر

تود البحور الزاخرات لو انها ... يكون لها من جود راحتك العشر

تناسى الرشيد والأمين وصنوه ... وجعفر والمهدى والواثق الصدر

نسخت حديث القوم في الجود والندى ... فأصبح وهو اليوم ليس له ذكر

أتتنا بك الأيام عند مشيبها ... فعادت عروسا بالبهاء لها قدر

وعادت رياض العلم عابقة الشذا ... تغرد في أفنان أدواحها الطير

وشدت ذُرَا الآداب فاعتز أهله ... وصار لهم في كل شاشعة فخر

فخذها من العبد المحب قلادة ... تناسق من غالى المديح بها در

يؤد جرير والفرزدق حقها ... وتخجل من ألفاظها الأنجم الزهر

تطرز عذب النظم منها بمجدكم ... ونادى جهارا هكذا ينظم الشعر

فقابل ثناها بالقبول فإنه ... عرائس مدح والقبول لها مهر

وجزمى كل الجزم أنك فاعل ... وأنى بها لا شك ينضحنى البحر

وإن قصرت في حصر مجدك إنها ... ستنشد ما قد قاله العالم الحبر

إذا نحن أثنينا عليك بمدحة ... فهيهات يحصى الرمل أو يحصر القطر

ولكننا نأتى بما نستطيعه ... ومن بذل المجهود حق له العذر

أدام لنا الرحمن ملكك عزة ... وفخرا إلى الإسلام ما بعده فخر

<<  <  ج: ص:  >  >>