للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رياسة مشوره ولم يزل على وظيفه ذلك بقية دولة المولى عبد الرحمن وصدرا من دولة ولى عهده خلفه من بعده سيدى محمد، إلى أن رشحه لعمالة مراكش ثم رده لوظيفه رياسة المشور وتولى عاملا على الزراهنة ولا أحفظ تاريخ توليته عليهم.

وبعد وفاة سيدى محمد ولاه ولده السلطان من بعده مولانا الحسن عاملا بفاس بعد قبضه على عاملها إدريس السراج وترحيله لمراكش في واقعة ابن المدنى بنيس الشهيرة، وذلك عام تسعين ومائتين وألف حسبما نشرحها بعد ثم نقله لطنجة عاملا بها عام واحد وتسعين، ولم يزل عاملا بها إلى أن نقله الله إليه، وبالجملة فقد تقلب في الوظائف العالية ما ينيف على الخمسين سنة.

وفاته: توفى بطنجة عام خمسة وتسعين ومائتين وألف.

[١٢٠ - الجيلانى المدعو القصعة البخارى المكناسى.]

حاله: كان في أول أمره شرطيا مستخدما في جملة الجيوش السلطانية مدة مديدة إلى أن جذبه الله إليه وكان مكاشفا بالمغيبات تواتر عنه ذلك على ألسنة أهل العدل والدين وغيرهم يلبس صيفا وشتاء نحو العشرين جلابة لا يفتر من إيقاد النار آناء الليل وأطراف النهار في سائر فصول السنة يخاطب كل الناس بقوله: أعز -بفتح الهمزة والعين وتفخيم الزاى تفخيما، تكاد تنقلب معه ميما.

وكان يحب كل الرءوس المشوية حبا شديدا، ولما قرب أجله نقله محتسب الوقت وهو الحاج محمد ابن العربى أجانا لداره فمكث عنده ثلاثة أيام ولبى داعى مولاه.

وفاته: توفى يوم الجمعة ثالث عشر قعدة الحرام عام أربعة وثلاثمائة وألف، ودفن بعد صلاة الجمعة من يومه بمحله الذى كان به قبل بروى مزيل، وكانت


١٢٠ - من مصادر ترجمته: اتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٨/ ٢٧٨٩.
.

<<  <  ج: ص:  >  >>