للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لما تم أمر البيعة واطمأنت النفوس بطلعته، تاقت همته الأبية إلى التجول في أقطار البلاد والنظر في أحوال الرعية وتوطيد الأمن وقطع جرثومة البغى والتمرد، نهض من مراكش يوم الاثنين رابع رمضان وكانت مدة مقامه بها شهراً واحدًا وستة أيام، ووالى الأسفار لهذا المقصد الحميد بنجدة وجدة وحزم وعزم، ولم يزل يوالى الحركات والتجول بتوالى السنين والأعوام منذ جلس على أريكة ملك أبيه وأجداده إلى أن قبضه الله إليه.

وكان إذا أراد الشروع في التأهب للنهوض للحركة يصدر أمره أولا للأمين بالشروع في صنع الخزائن والراويات والبراع ثم لأَمِينَىْ مستفاد آزمور الدار البيضاء بتوجيه العدد اللازم من قروش المجال وقدره ألف وخمسائة قرش، ومثل ذلك من الشواريات، ثم لعمال الديارة بتوجيه ألف تليس، وأخذ ما لجانب المخزن تحت يد القبائل من الخيل والبغال والإبل وبيان ما يقع عليه توقف من الأنواع الثلاثة للتفريق فيقسط على أولئك العمال، ويؤمر كل منهم بتوجيه ما قسط عليه في التاريخ الذى يعين لهم بعد تعويض الضائع، وإبدال الراك ثم للعمال كافة بالتأهب للحركة والكون على بال من النهوض مهما أمروا به.

ثم يخرج أفراك وتضرب به الأخبية السلطانية، ثم يؤمر عمال الحوز بالقدوم للحركة للربط بالمحل الذى يعين لهم، وبعد ذلك يؤمر عمال الحور بالقدوم للحركة للربط مع أفراك، حيث يقرب نهوض الجناب السلطانى ثم يؤمر كبراء الأحناطى بالإتيان بتقاييد ما يخصهم من ضروريات عملهم وشغلهم فتدفع تلك التقاييد لأمين الصائر، ويؤمر بقضاء جميع ما فيها، ودفع ما لكل حنطة لكبيرها، ثم تكتب المكاتب بتيسير المئونة للمحلة في الطريق التي يكون المرور عليها، ثم يؤمر أمناء مرسى العدوتين باشتراء عدد من التبن والشعير ووضعهما تحت يدهم بقصد دواب المحلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>