للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله قد ألقى عليها دائما ... حسن القبول كسيمة الأخيار

وهي الحليمة والكريمة ما لها ... في الجود ثان مثل غيث جار

ولها كمال وافر في عفة ... ولها حياء فاق في المقدار

فالله يحملها بحسن رعاية ... منه إلى مكناس بالأوطار

ويحفها بسعادة وسيادة ... من كل سوء ماضى أوطار

وعلى النبي وآله وصحابه ... صلى وسلم ذو الجلال الباري

ما غردت ورق الرياض بدوحها ... وترنمت في سائر الأسحار

وفاتها: توفيت رحمة الله علينا وعليها بفاس في جمادى الأولى عام تسعة وخمسين ومائة وألف، ودفنت بروضة الأشراف من المدينة البيضاء فاس الجديد.

[١٣٨ - خليل بن الخالدى.]

قاضى مكناسة الحشمى، نسبة إلى الحشم إحدى قبائل عرب تلماس، نشأ بتلمسان ثم استوطن فاسا.

حاله: كان فقيها نحويا آية في صناعة التدريس، وبالأخص ألفية ابن مالك، ذا تؤدة لا يتزحزح ولا يتحرك حالة إلقائه الدروس، فصيح اللسان، حلو العبارة، يحصل ما ألقاه في درسه تحصيلا عجيبا، مجلسه بالقرويين حفيل يحضره نجباء أعيان طلبة وقته.

تولى نيابة القضاء بمقصورة القرويين عن قاضيها العلامة المشاور السيد عبد الله بن خضراء السلوى، ووقعت له رحمه الله في مدة نيابته نوادر عجيبة يسخر


١٣٨ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٨/ ٢٨٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>