تراجعت أمواج هيجان الوجد، فبشروا المحبين بالقفول القريب إن شاء الله تعالى وحلول المنير المنير في برج السعد، ولو تذكرت الكراسى والمسجد ما تلى هناك غير ما مرة في أسباب الخروج من الأوطان والرحاب، من سفر لتجارة أو هجرة أو زيارة أولياء أو أحباب، لذهب في الوقت ما توهم لها من الأوصاف، وسطع سرورها ولها العيش طاب، فلتذكر ما كانت تسمعه، فالعاقل اللبيب لا يتحول عما ينفعه، ولو استحضر مع ذلك ما أعد الله تعالى في المقاصد الحسنة المستحسنة، الصارفة عن العقل غفلته ووسنه، لعاد الحنين والرد عليه بالنحيب ضحكا وسرورا، واستحسنت خدمة أسْكُفَّة هذا الوزير المبارك الأرشد الأسعد, المخلص في النصيحة للمسلمين القريب والأبعد، إجلالا وإعظاما وبرورا، فلن يكافئ إحسانه إلا أن نرفع جميعا أيدى الضراعة والابتهال، ونخلص له في ظل مولانا الإِمام، نصره الله على الدوام، ما أمكن العبد من مستجاب الدعاء وأكمل سؤال.
اللهم يا ذا الطول والحول والفضل والامتنان، أحسن عاقبتنا وعاقبته وبارك في عمره وأحسن في أثرنا وأثره وافتح بصيرتنا وبصيرة تلامذتنا أجمعين، واجعلنا ممن علم فعمل، وعمل فقبل يا قوى يا معين.
وفاته: توفي بمحروسة فاس يوم الأحد سابع ربيع الثاني عام عشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بالزاوية الناصرية هنالك رحمه الله.
٣٦٦ - المستضئ بنور الله ابن السلطان الأعظم أبي النصر والفدا إسماعيل.
صفته وحاله: أبيض اللون، حسن النقد، مليح الوجه، أمه عودة الدكالية، قاله أبو عبد الله محمَّد بن عبد السلام بن أحمد بن محمَّد المعروف بالضيف الرباطى المولود سنة خمس وستين ومائة وألف حسبما قال ذلك عن نفسه في تاريخه.