(إلى صاحب الجلالة)(مولانا السلطان سيدى محمد بن يوسف أيده الله)
* * *
أحسن أثر، عن يراعى يؤثر، فيحمد ويشكر، ويقر بفضله ولا ينكر، مثل إتحاف أعلام الناس، بجمال حاضرة مكناس، عاصمة فخر جدودك الكرام، واسطة عقد الملوك العظام، السالك في تدبير الممالك، أحسن المسالك، السلطان الجليل، أبو النصر والفدا إسماعيل، وجدك الإمام، الذى خضعت لعزه المشام، أبو زيد عبد الرحمن بن هشام، قدس الله أرواحهما في دار السلام.
وبما أن جنابكم المرفوع أمره على المفارق، أحق أن تهدى إليه نفائس الذخائر والمهارق، قدمته هدية، لسمو جلالتكم الزكية، وكل الرجاء أن يحل لديها محل القبول والإقبال، وينظر بعين الاحتفاء والاحتفال.
ولا غرو فإنه حسنة من حسنات عصرك، ومفخرة من مفاخر قطرك ونتيجة اجتهاد أحد أبناء، عائلتك العلية، ومؤرخي دولتك العلوية، فإليكه يا مولاى هدية، وطرفة سنية، تفخر بحلول ناديك، ويناجيك مهديها ويناديك:
مولاي يا سبط الرسول محمد ... من اسمه المحمود من أسمائه
من علمه البحر الذى حارت عقو ... ل ذوي النهى والفهم في إملائه
من حلمه أنسى سماحة أحنف ... وتجاوز المأمون عن أعدائه
من جوده الغيث الذى لو رامه ... معن أقر بعجزه وعنائه
أهدى لحضرتك الشريفة منشدا ... بيتى فتى أربا على نظرائه