للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولادته: ولد سنة ستين من العاشرة كما في ابتهاج القلوب.

وفاته: تُوفِّي سنة اثنين وعشرين وألف.

٥٤٧ - قاسم بن رَحْمُون الزرهونى الأصل، الفاسى النشأة والوفاة.

حالة: ولى صالح زاهد ورع، عالى الهمة، ذاكر معمور الأوقات فيما يقرب إلى الله زلفى، لا تستفزه الدنيا وزخارفها، حسن الخلق متواضع محب في الأولياء والصالحين، متفان في محبة مولانا إدريس بانى فاس، شديد التعظيم له والإجلال.

حكى عنه صاحب تحفة الإخوان أنَّه سمعه يقول: والله ما مررت قط على مزارته إلَّا وأجد الشق الذى يلي قبره كأنه ميت من هيبته وجلاله هـ هكذا هكذا يكون التعظيم لآل بيت نبينا - صلى الله عليه وسلم - وإلا فلا لا، وكان رحمه الله من الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، مشتغل بما يعنيه، تارك ما لا يعنيه، ينهى عن الفضول وكثرة الكلام فيما لا يليق، شديد التحذير من ذلك، يحكى في التنفير منه حكايات عديدة، يحض على الاتباع، وينهى عن الابتداع. شديد الخشية والمراقبة لله تعالى في سره وجهره، داع إلى الله بحاله ومقاله، لا يفتر لسانه من ذكر الله، كثير التواجد عند الذكر، وإذا تواجد لاح وظهر ما في السرائر على الظواهر، وكان له أتباع يحضهم على امتثال الأوامر وينهاهم عن المخالفة والعصيان، يجتمعون على الاشتغال بلا إله إلَّا الله، ويفترقون عليها في المقيل والمبيت، وقد أظهر الله على يديه كرامات وخوارق عادات وتحدث النَّاس عنه بذلك.

وكان في أول أمره طرازا يتعاطى حرفة الحياكة تارة يباشر العمل بفسه وتارة بواسطة صناع، يستخدمهم وهو يدور لهم الجعاب، ولسانه في كلتا الحالتين رطب


٥٤٧ - من مصادر ترجمته: التقاط الدرر - عن ٣٧١، نشر المثاني في موسوعة أعلام المغرب ٥/ ٢٠٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>