ولم يزل مقيماً بعاصمة جده الأكبر يدبر أمر الرعية وينظر فيما يؤيد سعادة الناحية الغربية إلى أواخر عام واحد وثلاثمائة وألف.
وفيها تم تنفيذ إصلاح وادى فاس الذي أمر صاحب الترجمة لإجرائه رفعاً للضر الحاصل لسكانها من قلة الماء بالمساجد والدور والحمامات والأرحية والأجنة والأسجان.
وكان ابتداء البحث قد تقدم قبل هذا؛ لأنَّه لما ظهر النقص في المياه وتفاحش وجه أوامره الشريفة لقاضى فاس مولاى محمد بن عبد الرحمن العلوى بأن يعين العدول وأرباب البصر ليتوجهوا مع الأمين الحاج عبد السَّلام بن محمد المقرى لماء وادى فاس الداخل للحضرة الإدريسية للبحث في شأنه، ومعرفة الموجب لقلة وصوله لما ذكر مع النظر فيما أحدث من البناءات بالدوح والزيات، وكثرة رفع السدود بصواغة والبناء بالأودية، وهل كان ذالك سبباً فيما ذكر؟.
فتوجه الأمين المذكور مع جماعة وافرة عينها الشرع الكريم من أهل النَّاس القرويين واللمطيين وعدوة الأندلس، وهم من أهل المعرفة والخبرة والبصر وأصحاب الرأى والنظر من الفلاحين والبنائين والفخارين والتجار والرحويين والقنويين والنظار والعارفين بأحوال الوادى المذكور وما يعرض له من النقص والزيادة في جميع الأمور، ومصاريف الوادى وتقاسيمه على الجمهور، ووقفوا على ذلك وشهدوا بما ألفوا.
وبعد فراغهم من الوقوف على قسمة ماء أندلس القرويين والتطوف عليها والإشهاد بما وقع فيها من الضرر والحدوث على أرباب مائها، توجهوا للوقوف على قسمة ماء اللمطيين لينظروا ما حصل فيها من الضرر والفساد، فلما فرغوا منها توجهوا للوقوف على ماء عدوة الأندلس مع من زاده الشرع من أهل العدوة زيادة على من ذكر أولاً حسبما ذلك مسطر بشهادة عدلية ثابتة مؤرخة بمحرم