١٢٩٩ - وتقدم ابتداء الوقوف في أواخر حجة ٩٨ - مبين فيها الضرر في كل موضع، وما لاحظه الواقفون أثناء طوافهم مع تسمية كل واحد منهم، واستثناء من لم يشهد في بعض الأمور من الشهادة بما شهد به غيره.
ثم لما كان الباشا عبد الله بن أحمد بمكناسة الزيتون وكان بها صاحب الترجمة يومئذٍ كتب لولده وخليفته على عمالة فاس السيد محمد أن يعين أفراداً للتوجه مع من عينهم الجناب الشريف للوقوف على ماء وادى فاس، حتَّى يتحققوا صحة ما كان قد وقع الإشهاد به من قلة الماء بالمساجد والدور والحمامات والأرحية فعينهم، وتوجهوا مع مولاى أحمد الصويرى والقائد البشير بن القائد بريك الحبشى، والقائد محمد الشرادى الذين وجههم الجناب الشريف لذلك، وشهدوا بما ألفوا من أحداث ما لم يكن من قبل وافتقار لإصلاح وغير ذلك ممَّا هو مبين في شهادتهم الثابتة المؤرخة بسابع ربيعء الثَّاني من هذه السنة ١٣٠١، وكان ابتداء الوقوف في متم ربيع الأول منه.
ومن الكتب الرسمية التي جرت في ذلك ما كتبه الباشا عبد الله لولده ونصه بعد الحمدلة والصلاة:
"ولدنا الأعز البار الفقيه الخليفة سيدى محمد بن عبد الله رعاك الله، وسلام عليك ورحمة الله بوجود مولانا أيده الله.
وبعد: فقد أبلغنا مولانا الإمام بأنه كان وجه وصيفه القائد البشير الحبشى للوقوف مع القائد العربي بن أبي محمد على رد السدود الحادثة التي ضعف بها ماء فاس خارج المدينة، وأخبر المكلفان بأنهما تتبعاً ذلك حتَّى أبطلا جميع المجارى الحادثة ورد الماء لمحله، وصار جريانه خارج المدينة على ما ينبغي، ولما دخل الماء للمدينة بلغ العلم الشريف أن النَّاس لا زالوا يتضررون بقلة الماء وضياعه داخل المدينة، وقد وجه أيده الله الشريف مولاى أحمد الصويرى والقائد البشير الحبشى