للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا شفيع عظيم فجد ... على من بدا عجزه فاعتذر

بقيت مشيدًا لدين الإله ... ومنك ينال المني والوطر

ولادته: ولد سنة عشرين ومائتين وألف بالحضرة الفاسية.

وفاته: تُوفِّي عن ثلاث وسبعين سنة عشية يوم الخميس رابع رمضان عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، ووافق أن كان أول يوم من شتنبر، وصلى عليه من الغد بعد صلاة العصر بجامع القرويين، ودفن برحبة الزبيب بمحل اتخذ له زاوية بين مسجد عقبة الزرقاء المعلق الأسفل والمكتب الكائن أسفل منه.

٣٧٦ - المهدى بن على الإسماعيلى.

الشريف الأصيل، نزيل أبار من تافيلالت.

حاله: ولى صالح، مكاشف فالح، ذو وجاهة ودين متين، وأسرار ظاهرة، وأنوار باهرة، واستغراق في بحار المحبة الإلهية، والذات المحمدية، كثير التفكير والعبادة، دائم السكوت إلا لأمر بمعروف أو نهى عن منكر أو إبداء حكمة، يخبر بما كنته الضمائر، تواترت عنه كرامات، وخوارق عادات.

امتحن أيام السلطان مولانا عبد الرَّحْمَن بالسجن في قيود الحديد في دار مكناسة أيامًا عديدة لأسباب كانت في الكتاب مسطورة، فكان يراه بعض النَّاس يحضر الجمعة بالمسجد الجامع والحال أنَّه مثقف عليه قيود الحديد، وإذا حان وقت الصلاة نزع القيد عن رجليه وكان إذا مشى الهوينا لا يماشيه المهرول، حَدَّثني غير واحد ممن وثقت بخبره من أهل بلدنا ممن كان يحرسه مدة اعتقاله أنَّه دخل يوم جمعة حين حان وقت الصلاة على المترجم فوجد القيد مطروحا ولم يجد المقيد والحال أن الحرس بالباب، فتحير واشتد خوفة من العقوبة المخزنية التي تلحقه


٣٧٦ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة ٧/ ٢٦٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>