[١٦٢ - الطيب بن العلامة السيد محمد -فتحا- بن العلامة السيد الطيب بصرى الولهاصى.]
حاله؛ كان من أعيان عدول هذه الحضرة وفقهائها، تولى نيابة القضاء عن السيد العباس بن كيران، وعن السيد المهدى بن سودة من بعده، وخطبة مسجد القصبة المولوية الأعظم مدة نيابته، ولم يزل نائبا إلى أن توفى.
وكان ذا نباهة وذكاء، مثنى عليه لدى أهل زمانه، حدثني حفيده العدل السيد محمد، أنَّه سمع من الثقات أن مولانا الجد السلطان مولاى عبد الرحمن بن هشام لما عين لقضاء مكناس العلامة المشاور السيد المهدى بن سودة بعد وفاة السيد العباس بن كيران، قال مخاطبا لأهل مكناس: إنى انتخبت لكم عالم المشرق والمغرب بقصد أن تنتفعوا بعلومه، وأما القضاء ففي الطيب بصرى كفاية، وحدثني بعض العدول أن المترجم كان يروم شراء دار جدته للأم السيدة عائشة قدارة، ولم يأل جهدًا في اتخاذ الأسباب التي توصله لتحصيل منيته وزوج المرأة المذكورة يأبى ذلك كل الإباية، حتَّى إنه قال لزوجته المذكورة: إن بعته الدار فأنت طالق ثلاثًا.
والمترجم مع هذا كله يحتال حتَّى حصلت المرأة قى شبكته فابتاع منها الدار، وأحضر لها العدول وأوقع عليها الإشهاد، ثم لما فطنت المرأة وتذكرت مما علق زوجها بتاتها عليه، ذهبت للولى الصالح مولانا عبد القادر العلمي آتى الترجمة وقصت عليه القصص، فوجه من حينه على المشترى وعرفه بما تورطت فيه المرأة وطلب منه إقالتها لله فامتنع كل الامتناع، وقال له: يا سيدى لو طلبت منى عينى لقلعتها وقدمتها إليك، وأما الدار فلا، فقال له السيد: اذهب لله الأمر، فذهب وقال للمرأة قومى اجعلى وكيلا يرفعه لمجلس الشرع فإن دارك لابد من رجوعها إليك، وأنه لا محالة يفقد عينه لأنه كاذب في قوله، فقالت المرأة: ليس لى من وكيل غير أخي فلان الطراز حرفة وهو لا معرفة له بالتداعى، فقال لها قومى