إمامنا لإحياء مآثر سلفه الصالح وألهمه طبع هذه الكتب القيمة ونشرها بين الناس.
[وفاته]
أصيب برد الله ثراه عند خروجه من مراكش للنظر في أمر ولده اليزيد المعتصم بجبل العلم بمرض خفيف تزايد به في الطريق، فلما وصل عين الحمارة بين وادى "الشراط ووادى يكم من أعمال الرباط أدركته منيته، وهو في محفته على نحو نصف يوم من الرباط بعد العشاء من ليلة الاثنين السادس والعشرين من رجب عام ١٢٠٤ (١) ودفن عشية يومه كذا ببعض التقاييد، وقيل: إنه مات يوم الأحد الرابع والعشرين منه وحمل لداره بالرباط حيث دفن بإحدى قبابها بحضور الفقهاء والعلماء والشرفاء والطلبة، وصلى عليه العلامة محمد بن أبى القاسم السجلماسى وضريحه هناك مشهور.
ولخاتمة الحفاظ المحدثين بالديار المشرقية الشيخ محب الدين أبى الفيض السيد مرتضى الحسينى الواسطى الزبيدى الحنفى صاحب شرحى الإحياء والقاموس وغيرهما يرثيه ويهنئ بالملك ولده المولى اليزيد رحم الله الجميع بمنه:
وجدى يجد وحسرتى تتجدد ... وطويل حزنى وافر لا ينفد
ومصيبتى ذهبت بكل جلادتى ... وذهبت لا أقوى ولا أتجلد
وأسى أقام وإننى من قبله ... ما كنت أعلم ما المقيم المقعد
ما لى أرى بعد النباهة والنهى ... بين المعالم باهتا أتبلد
سيان عندى عاذر ومعنف ... ومحسن ومقبح ومفند
حجبت وجوه الرأى دون تصبرى ... والرشد قل لى كيف ويحك أرشد