للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانصبيه فإنه ينصر عليه وعلى يده ترد لك دارك، فامتثلت الأمر، ووكلت أخاها من حينها.

وكان من عجيب الاتفاق أنَّه لما رفع المشترى لمجلس الشرع وجد عدلين من أعيان العدول المبرزين بمجلس القاضي بقصد الأداء على شهادة لهما، فكانا أول من تقدم للأداء ليتفرغ القاضي لفصل الخصوم، فلما جلسا بين يديه أخبراه أن تلك المرأة لا تحسن معرفة بيع خبزة فضلا عن الدار، فطلب منهما الإشهاد بذلك فشهدا في مجلسه وأديا شهادتهما قبل أداء العقد الَّذي أتيا لأجله، فحكم من حينه بفسخ البيع، وقام المشترى بخفى حنين، وبأثر ذلك مرضت عينا المترجم مدة، ثم برئت إحداهما، وتمادى بل ازداد مرض الأخرى، فأتى بمتطبب فكانت باكورة نتيجة علاجه إخراج عينه من محلها حتَّى وقعت في كف صاحبها، نسأل الله السلامة والعافية، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، إن البلاء موكل بالمنطق.

مشيخته: أخذ عن والده العلامة السيد محمد حامل لواء التدريس في وقته وعن غيره.

وفاته: توفى عام سبعة وسبعين بالحضرة المكناسية ودفن بضريح سيدى الحارثي آل الشيخ الكامل من حومة براكة.

[١٦٣ - الطيب بن اليمانى بن أحمد بوعشرين الأنصاري الخزرجى.]

على ما صرح به غير واحد، وجزم به سيدى محمد بن عبد القادر الفاسى في تقييده في مشاهر أهل فاس في القديم.

حاله: فقيه أستاذ علامة مفوه، مشارك نقاد، سياسى محنك، ذو خط بارع وإنشاء بديع. قال اللجائى في دوحة المجد والتمكين: نشأ حرس الله علاه،


١٦٣ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٧/ ٢٦٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>