آثاره: له رسائل عدة على نمط رسائل مولاى العربى بعث بها لبعض مريديه والمحبين له، ورسائل في كراريس بعث بها إلى العلامة الناصرى، أخبرنى من وقف على بعضها، وأشعار ملحونة ومتزنة كما أُخبرت من طريق البعض ولست على يقين، كما أن له رسالة بعث بها إلى أبي عبد الله الحجوى.
وفاته: توفى في رابع ربيع الأول عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف.
٢٨٨ - محمد الوزير أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله غريط.
يدعى الفقيه بوغنبور الأندلسى الأصل المكناسى النشأة والدار، الفاسى النقلة والإقبار.
حاله: قال حفيده صديقنا الفقيه الأديب الكاتب أبو عبد الله محمد بن الوزير الصدر المفضل غريط فيما ترجمه به ومن خطه نقلت: رجل الوقار والجد، أصيل السؤدد والمجد، شاعر تنبع الحكم من لسانه، وتمد أكف التسليم لإحسانه، كاتب حسن الشمائل، ذو رأى لا متأود ولا فائل، وحال عن العرض الزائل مائل، وخط تحسده الخمائل، ويحفه القبول عن اليمين والشمائل، وتبتهج العيون برونقه، وتنعطف النفوس لنسقه، كما قال المتنبى وأبلغ به من قائل:
من خطه في كل قلب شهوة ... حتَّى كأن مداده الأهواء
وله يد في الرباعيات والأرجال، وحظوة لدى بلغاء صلحاء الرجال، كالولى الصالح السمى، سيدى عبد القادر العلمي، والولى المجذوب الَّذي لا زالت كراماته تبدو، سيدى حفيد بن عدو، وذى الأحوال الباهرة والمدد العرفانى، مولاى الطيب الكتانى، قدم من مكناسة مسقط رأسه، ومنبت غرسه، إلى فاس مطلع شمسه، بعد أن حصل من العلم قدرًا كافيًا، وورد من الآداب منهلًا صافيًا، فاستكتب لعاملها الودينى مدة ولايته، اقتصر على صروف الدهر براية رعايته، إلى أن عزل العامل لسيئة اجترحها، وفتنة اقتدحها.