الآخذون عنه: منهم أبو على الحسن بن مسعود اليوسي كما في "نشر المثاني" وناهيك به. قال اليوسي في "فهرسته" أخذت عنه رسالة الأسطرلاب، وشيئا من الحباكية وشيئا من القلصادي، وحضرت عنده خليلا وأثني عليه رحم الله الجميع.
وفاته: قبضه الله إليه مغرب يوم الاثنين خامس عشري صفر عام أربعة وتسعين وألف ودفن ظهر الغد خارج باب محروق أحد أبواب فاس.
[٣٠ - أبو العباس أحمد الغماز أستاذها.]
حاله: كان شديد الحفظ للقرآن العزيز يسأل عما قبل الآية فيجيب مسرعا وكان أستاذ الإقراء، وأستاذ الغناء، وكان له تلامذة يحسنون الصنعتين.
[٣١ - الشاب أبو العباس أحمد بن عمر بن مبارك الحصيني المكناسي.]
حاله: فقيه من أعيان أهل مكناسة ذكره الغزال في تأليفه الذي تعرض فيه لترجمة الشيخ الكامل السيد محمَّد بن عيسى دفين خارج بَابَيْ السيبة والبراذعيين من مكناسة الزيتون قائلا فيما حكاه عن السيد محمَّد بن عمر بن داود المختاري أحد تلاميذ الشيخ المذكور، من أنه كان يوما بين يدي شيخه ابن عيسى إذ جاء الشيخ شاب فقيه من أهل مكناسة ومن أعيانها وعليه أثر الغيار، فجلس أمام الشيخ وصار يبكي بكاءً شديدا، فقال له الشيخ: ما يبكيك يا فقيه؟ فأخبره عن والده أنه سار إلى رحمة الله وله مدة يسيرة وأنه رآه الليلة في النوم وذكر له أنه يعذب في قبره، وأنه أمره بالتوجه إليه لعله أن يدعو الله له أَن يخفف عنه العذاب، فقال له الشيخ: نعم، وبسط كفيه وقال: اللهم بجاه سيدنا ومولانا محمَّد صاحب الجاه العظيم عندك خفف عن والده العذاب، وأمنا نحن على دعائه، ثم إن الشاب قبل يد الشيخ وقام وهو مسرور وأيقن بالفرج لما يتحقق من إجابة دعائه رضي الله عنه.