للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يزل المترجم مقيما بفاس إلى أن بارحها يوم الخميس الرابع عشر من ذى الحجة منصرم العام ووجهته بلاد صالحى سلفه تافيلالت على طريق صفرو، وذلك بعد أن أصدر أوامره لنجله البار الأسعد الشريف الذاكر المتبتل مولاى محمد بالنهوض والتوجه أمامه فبارح مراكش في عاشر ذى الحجة المذكور.

ثم إن السلطان لم يزل يظعن ويقيم ويقارب ويسدد ويرتق الفتوق إلى أن أدركه موسم المولد النبوى الكريم من عام عشرة وثلاثمائة وألف بقصر الريش من دار العيد بوادى زير، ثم سار إلى أن خيم بدار على بن يحيى المرغادى كعبة العتو وركن الفساد وأوقع القبض عليه يوم الخميس ثانى ربيع الثانى ووجه به سجينا لمراكش، كما ألقى القبض قبل ذلك اليوم على متمردة آيت احديدو ثم في يوم الاثنين التاسع عشر من ربيع الثانى التقى المترجم بمحلة نجله الأسعد مولاى محمد، ومحلة الحوز التي جاءت تحت رياسته وذلك بقصر السوق من بلد آيت ازدك ثم بعد ذلك توجه صاحب الترجمة لزيارة صلحاء الصحراء ثم رجع وسرح آيت احديدو.

وفى يوم الثلاثاء سابع وعشرى الشهر حل المترجم بضريح جده الأكبر فخر بنى جلدته مولاى على الشريف وأقام هنالك سبعة عشر يوما أفاض فيها سجال العطايا وأجزل المواهب، فأعطى شرفاء مدغرة عشرين ألف ريال "مائة ألف فرنك" وجهها إليهم مع ولده المحبوب مولاى عبد العزيز وأعطى شرفاء تافيلالت عشرين ألف ريال أخرى، أرسلها إليهم مع ولديه مولاى عبد العزيز المذكور ومولاى بلغيث.

وقد أوضح معالم هذه الوجهة من فاس إلى سجلماسة في كتاب بعثه لباشا مكناس القائد حم بن الجيلانى ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الذى بداخل خاتمه السليمانى "الحسن بن محمد الله وليه" وبزوايا الخاتم الست اسم الجلالة ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>