محمد فأبو بكر نعمر فعثمان فعلى وتجاه الزوايا: وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وبدائرته بيتا البردة ومن تكن إلخ ومن يعتصم الخ: "وصيفنا الأرضى الباشا حم ابن الجيلانى وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فإن من صالح الرعاية التي شرح الله صدرنا إليها، وأبرز لنا في مظاهر اختيار الكسب قدرته عليها، أن ألهمنا سبحانه لهذه الوجهة المباركة الصحراوية، لتفقد أحوال أهلها وتأسيس مصالحهم المرعية، وسنى لنا فيها سبحانه من فتوحات النصر والظفر، ما لم تزل آثاره لدينا متجددة في حالتى المقام والسفر، جريا على ما عودنا سبحانه بحمده وشكره، من إمداد عنايته وجميل بره، إذ الكل منه سبحانه وبه وإليه، ومقاليد التدبير في عالم الكون بيده ولديه، فمنذ نهضنا من محروسة فاس بجيوشنا المنصورة، ومواكبنا المظفرة بالله الموفورة، وبنودنا الخضر السافرة، وعساكرنا التي لم تزل على التعاضد متضافرة، والأحوال بحمد الله جارية على مقتضاها، ومآثر السعادة ترضى المؤمن ويرضاها، عن صدور أثلجها الله بالانشراح، ومسرات مترادفة الهناء والأفراح، والآت جهادية واستعدادات. وآثار يمن يراها ذوو البصيرة من خرق العادات، إلى أن تخللنا من بلاد آيت يوسى معاقلها، ورضنا بأزمة الاستصلاح قبائلها. فتلقوا جنابنا الشريف بتمام الخدمة وحسن الطاعة، وقاموا بالواجبات والوظائف جهد الاستطاعة، مظهرين بمواطئنا الشريفة غبطة ومحبة وانشراحا. ومعتقدين بها فوزا وتيمنا ونجاحا، زيادة على انتخاب فرض الحركة من أعيانهم لمصاحبة جيشنا السعيد، وقيامهم في ذلك بالحزم القوى والشرط الأكيد.
ثم نهضنا عنهم في عناية الله المتوالية أياديها. المنبئة عن حسن الختام مباديها. إلى أن خيمنا بمعاقل قبائل بنى مجيلد تخييما تعاهدنا به أحوالهم.