وأكرعنا به في مناهل الصلاح شرخهم ورجالهم. فتبادروا لاغتنام السبقية بكمال الطاعة وصميم الالتزام، وقاموا بأداء الواجبات وحقوق خدمتنا الشريفة أتم قيام. وجددنا فيهم للاستقامة أساسا. ورتبنا أمورهم ترتيبا لم يبق فيها انتكاسا، ونهضوا بحركتهم لمصاحبة محلتنا المنصورة، متظاهرين في الحزم والامتثال بسيرة مشكورة.
ولما كمل منهم الراد، نهضنا عنهم بحول الله في تمكين وظفر واستعداد، إلى أن ركزت مواكبنا السعيدة في بلاد آيت ازدك راياتها. وأظهرت مآثرنا الحميدة في قبائلهم آياتها، فخيمنا عليهم تخييما طبق بمحالنا الموفورة بلادهم، وتخلل بمغارسا لصلاح أغوارهم وأنجادهم، فتسارعوا للتطارح على أعتابنا الشريفة. والالتجاء لظلالنا الوريفة. معلنين بالتوبة عما فرط منهم من المآثم والجناح. وراغبين فيما جبلنا الله عليه من الحلم والعفو والسماح، وملتزمين أداء الواجبات والحقوق، ومتحملين من تمام الطاعة ما لم يبق فيه احتمال نفار ولا عقوق، جنوحا لعدم القتال وسفك الدماء والوقوع في الأرامل والصبيات، وذوى العجز من النساء والرجال الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا.
فأمنا عليهم إذ حققوا ذلك بالعمل. ووفوا بكل ما وظف عليهم عن فور وعجل. مع استنهاض حركتهم لمتابعة ركابنا السعيد، وانتدابهم لامتثال أمرنا الشريف فيما نريد، وصفحنا عنهم حيث صلحت منهم سريرة النجوى وأخذنا فيهم بقوله تعالى:{وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، بعدما وجهنا شرذمة من أطراف جيشنا السعيد، لاستئصال أهل طوطورماس الذين قتل في قصرهم الخديم ولد الطالب محمد اليوسى فلم يكن إلا كوقفة راكب، أو صرة حالب. حتى أخذتهم أخذا وبيلا. وكان فعلهم على انتقام الله منهم دليلا.
ولما قضى في آيت ازدك بحول الله الغرض، واستوفى من جميعهم الواجب والمفترض، نهضنا عنهم محفوفين بما عودنا الله من العزة والتمكين، ومعتمدين