على حول ذى القوة المتين، إلى أن خيمنا على وادى زيز، مقابلين مواعد الرعاية بالتنجيز، فأقمنا به حتى قضينا حقوق مولد النبى الكريم، عليه أزكى الصلاة والتسليم، وأحيينا ليلته بما رجوناه وسيلة لرضوان الله الأكبر، وتحصنا بحماية صاحب اللواء والقضيب والمغفر، وتلاقينا هنالك بوفود القبائل الواردين للتهنية، ونالوا من بركة مشاهده الوسيمة ومواقفه الفخيمة غاية الأمنية.
ثم نهضنا بحول الله آخذين بمعهود الحزم والاستعداد حتى خيمنا بسمكات على متحصن قبيلة آيت مرغاد، فلم يفدهم إلا الانخراط في سلك أهل الخدمة والإذعان والاقتداء بمن قبلهم في إظهار حسن الطاعة وأداء الواجبات وطلب الأمان، وتسارعوا للتطارح على أعتابنا الشريفة جموعا وفرادى، والتزموا القيام بالواجبات والتمسك بالصلاح رغبة وانقيادا، وتبرءوا ممن كان يثبطهم عن الامتثال حالا ومضيا. ويسول لهم ما لم يغن عنهم من الله شيئا.
ومن هنالك رددنا شرذمة لفرقة من آيت ازدك باوطاط، حيث بلغ لعلمنا الشريف ما ظهر في انحرافها من الطيش والإفراط فصدمتهم صدمة وبال وحين وصيرت قصرهم معهم أثراً بعد عين وبسمكات أيضا أخذنا بخناق آيت حديدو الذين هم ملجأ آيت شخمان وإليهم يأوون عند الفزع والامتحان لكون ذلك المحل رباطا على صياصيهم ومأخذا لنواصيهم فانحل بنصر الله عقدهم وفل سناهم وحدهم وعاد عليهم بالوبال كيدهم ولم يسعهم إلا القدوم لأعتابنا الشريفة حيث استنزلناهم، والمبادرة إلى الإجابة لما أمرناهم به وألزمناهم، ولما طالبناهم باتباع قولهم بالعمل، في أداء ما وظفناه على قبيلتهم بعد ضرب الأجل، صاروا يركنون لحيز المطال ويأنسون بأمانى التسويف والإمهال.
وحيث بلغت المعذرة فيهم حدها ولم يرتكبوا من الأمور جدها. أعرضنا بوجه الملاطفة عنهم. وقبضنا على أكثر من المائة رجل منهم. فلم يعتبروا فيما