للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لامرأة شابة متزينة فقال: عين ترى محارم المسلمين إنما حقها العمى، فكف بصره من حينه.

وفاته: توفي في القصر سنة خمس وألف على ما في المرآة.

٢٥٤ - محمَّد البوعصامى:

حاله: فقيه علامة جليل، قال في حقه عصريه الشريف العلمى صاحب الأنيس المطرب في أنيسه ما لفظه: بليغ مصره، وإمام الأدباء في مغربه وعصره، رحل إلى المشرق، وطلع عليه كالبدر المشرق، فحل منه الجيد وتوج المفرق، وأخذ عن الأئمة، أعلام هذه الأمة، وقصد المشيخة، وألقى لهم أذنه المشيخة، حتى أثقل بالعلم ردنيه، وقرط بالفوائد والفرائد أذنيه، وبهر في علم النحو، وانتهى إليه الكتب والمحو، وعارض المناطة، بألسن إعجازه الناطقة، وخاض في البديع بحرا، وصنع من البيان للعقول سحرا، ويسر من التفسير، كل عويص وعسير، وعرف أخبار الدول، وفعل الزمان بالأمم الأوَّل، وأتى بكل خارق، وأنسى ذكر الموصلي ومخارق.

ثمَّ رجع إلى المغرب، بكل معنى يطرب، ولفظ عن أغراضه يعرب، فأقر له الفضل بما أقر، وانتهى إلى فاس واستقر، فمكث بها دهرا، أفاض على عرصات الأذهان من علومه نهرا.

ثمَّ انتقل إلى مكناسة، وحلها حلول الظبى كناسه، فتصدر للتدريس، وظهر ظهور ابن إدريس، ولقد فاق في علم العربية، ونودى باسمه فارتفع بالإفراد والعلمية، قال: حضرت معه يوما في مجلس لبعض الأصحاب، والأفق بطرز ثوب الرياض برقم السحاب، وكان معى الصاحب الظريف، أبو العباس سيدي أحمد الشريف، فمد يده إلى العود، والعود بين انخفاض وصعود، والجو بين

<<  <  ج: ص:  >  >>