خاصة به وعمل صهريجا يجتمع فيه الماء للسقي منه، ولا زال قائم العين إلى الحين الحالي، ومن قصوره المدهشة بمراكش (قصر الباهية) المعد اليوم اسكني المقيم العام بالديار المغربية.
[عبقريته السياسية]
وبالجملة فقد كان المترجم في الدهاء آية، وفي السياسة بحرًا ليس له من غاية، علم الخاص والعام رسوخ قدمه في التثبت والمهارة في تدبير الشئون الملوكية، ولا غرابة في ذلك إذ ليس لغيره من معاصريه ما له من الاطلاع على النواميس الملوكية والخبرة بسرائرهها وسرها تغذي بلبان ذلك من ثدي أبويه وجده، وشب في ذلك وشاب، وقد ساعده السعد فاشرأبت له الأعناق، وطأطأت له الرءوس، وخضع لسطوته المشروف والشريف، وامتلأت قلوب الحواضر والبوادي مهابة منه ورعيا, ولم يبق ناه ولا آمر سواه، واستولى بسبب ذلك على نفيس الذخائر الملوكية ولكنه صانها أي صون.
أمانته: أخبرني صديقنا العدل الرضي السيد العلمي بن أحمد بن رحال وقد كان من جملة خاصة الملازمين لبابه المطلعين على حركاته وسكناته البيتية العالمين بتفاصيل خزائنه وذخائره أن المترجم لما حانت وفاته أمر صاحبه الخصوصي الطالب حمان بن عبد العزيز المكناسي أحد أصحاب الفراش السلطاني، أن يحمل بعد موته جميع ما بداره من الأموال السلطانية والذخائر الملوكية ويذهب به للقصور المولوية، ويحضر معه الوصيف ابن يدر أحد أصحاب الوضوء، إذ كان هو الواسطة في نقل تلك الأموال والذخائر من القصور السلطانية إلى القصور الوزيرية. وأن مفاتيح الصناديق الحاوية لتلك الذخائر النفيسة الغالية كان المترجم سلمها للسلطان مولاي عبد العزيز لما أحس بعضال دائه وأيقن بمبارحة دار الفناء.