للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكوابس ومن السكاكين مثله، وأن عند أهل الرباط مثل ما ذكر من المكاحل والسكاكين والكوابس.

هذا وقد ذكر الزيانى في الترجمانة الكبرى ما خلفه صاحب الترجمة من الأموال فقال بعد أن ذكر مئات الألوف من الريال التي وجهها للدولة العثمانية: خلف بالدار البيضاء مليونين وهى ألفا قنطار بالتثنية وكان ببيوت أموال المراسى مليونان وكان بتطوان سبائك ذهب ثمانية آلاف مثقال حازها اليزيد لما بويع وكان عند طاغية الإصبنيول من ثمن وسق الزرع واجب خمسين مركبا وسقوها ولم يدفعوا صاكتها قبضها منهم وهى ثمانمائة ألف ريال دورو.

[اهتمامه بالأساطيل البحرية واعتنناؤه برياسها]

قد علم بالاستفاضة ما للمترجم من القيام بأعباء الخلافة والسعى في مصالح الرعية وتطمينها، والذب عنها، وحماية حورة الإسلام، والسهر على حياطة ثغوره، وما يلزم له من القوة البحرية والبرية، والاهتمام بالمراكب القرصانية، وملاحظة رياسها بعين الأكبار والإجلال، والمبالغة في الإحسان إليهم، والقيام بشأنهم، وإدخار ما يحتاجون إليه من عدة وعدد، لما لا يخفى من أن الدولة المجاورة للبحر تدعوها الضرورة والحاجة لاتخاذ السفن الماخرة من تجارية بازركانية وحربية قرصانية.

وعناية المترجم بالأمور البحرية ترجع إلى أيام خلافته عن أبيه، فقد ورد عليه وفد من العدوتين الرباط وسلا في السفينة التي أنشأوها أيام الفترة فنزلوا بحصن اكدير، ثم بعثوا من هناك وفدهم إليه بمراكش فأكرم ذلك الوفد، وبعث معه بالأموال الكثيرة إلى المجاهدين بالعدوتين إعانة لهم عما هم بصدده.

ولما استلم زمام الملك كان من جملة ما تشوفت إليه همته الكبرى إحياء أسطول أبيه المولى عبد الله وجده المولى إسماعيل لأنه ألفاه اضمحل، وتنوسى ما

<<  <  ج: ص:  >  >>