للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان له من الشهرة والنفوذ وتعطل ما كان يستفاد منه من المداخيل والمحاصيل، وانقطع خوف أمم البحار من تلك العقبان، التي كانت لا تفارق البحار من تجوالها؛ وإثارة أهوالها، وقد انضم لذلك التشوف الملوكى إرشاد بعض علماء عصره بمسطور كبير؛ ومنشور شهير، يحثه فيه على إحياء سبيل الجهاد وإعداد معداته البحرية التي لا يستقيم ملك إلا بها، وأن يسلك في ذلك سبيل والده المقدس، وجده الأكبر فيما كان لهما من هذا العمل العظيم، العائد بالنفع العميم، من حراسة الوطن وعمارة بيت المال وقهر الأعداء الألداء.

فشرع قدس الله روحه في إنشاء السفن البحرية الغزوانية بمرسى العدوتين والعرائش، وجعلهما مركزين عظيمين لهذا الغرض المهم.

قال أبو عبد الله الدكالى السلوى في إتحاف أشرف الملا:

وبعد ذاك جاء جد الأمرا ... وعين أعيان الملوك الكبرا

سيدنا محمد المنصور ... حفيده المعظم المبرور

من كان يرهب ملوك الأرض ... في كل طولها وكل عرض

بالعلم والمال وبالدهاء ... وبالأساطيل بكل ماء

ومصدر الأجفان عدوتا سلا ... بها تشاد ولديها يعتلى

وبعضها ينشأ بالعرائش ... فويل من لقيها من طائش

وبلغت أجفانه المئينا ... وكان قصده بها مبينا

فتح بلاد الغرب مما قد بقى ... من الثغور مبهم التطرق

ورد ما يعرض منم هجوم ... على بلاده كمثل الروم

وكان بعضهم تعدى الحدا ... فهاجم الثغور لكن ردا

<<  <  ج: ص:  >  >>