فبذل الجهد وواصل العمل ... واستجلب الأنفاض من كل محل
ووصل الحبل مع الأتراك ... بكل ما يصلح للعراك
من مدفع ومركب وعدد ... وبذل محصول الخير مدد
لما رأى الأجناس منه سننه ... فيما انتحى وافوه للمهادنه
فساعد الحال ولم يرددهم ... وعقد المسلم لهم ومعهم
وواصل الإمداد للأتراك ... بالمال والخيل بلا انفكاك
نيف عن عشرين في الإرسال ... بسفنه وبنفيس المال
وكلها تصدر من سلا إلى ... استانة الترك بأمر قد علا
وعودها بعد إلى مرساها ... وبلغت من عزها مناها
واتصل الحال بهذا الشان ... إلى زمان عابد الرحمن
وقال في نشر المثانى: وقد جمع من ذلك ما لم يتفق لأحد من المتقدمين ولا من المتأخرين، وطوع الله له الروم فلا يأمرهم بالإتيان بشيء من ذلك إلا بادروا لامتثاله مسرعين؛ وقاموا خاضعين له ومطيعين؛ مع علمه بجميع ما هو من المصالح العامة والخاصة للدنيا والدين؛ هـ.
وقال الضعيف: بلغ عنده رؤساء البحرية ستين كلها بمراكبها وبحرياتها وكان عدد مراكبه البحرية عشرين كبارا من المربع وثلاثين من الفلاكيط، وعدد عسكره البحرى من المشارقة ألف، ومن المغاربة ثلاثة آلاف ومن رماة المدفع أربعون ومن عسكر أرقاء العبيد خمسة عشر ألفا ومن الأحرار سبعة آلاف.
وقد كان أمر أن يجعل في كل مرسى من مراسى المغرب بيت مال، وعند تمام كل ثلاثة أشهر تفتح بيوت الأموال بتلك الثغور ويعطى منها لعسكر كل ثغر