وبين الرهبان البابا ليون رؤساء الرهبنة الفرنسيسكنية مزيد المحبة، والمودة والصحبة، حتى إنهم كانوا أعطوهم الحرية وإباحة السكنى حيث النصارى، وكانوا يعاملونهم ويعينوهم على أمور دينهم، ونحن بحول الله على آثار أسلافنا رحمهم الله في معاملتهم بذلك، واقتضى نظرنا الشريف إعلامكم أيها المحب بهذا لما ينهى من محاسنكم وفضلكم إلينا، ويتلى من شهرة وصفكم بالخير والحق والعلم لدينا، وبمزيد محبتكم وبمزيد صحبتكم في المحبة المفخمة، سلطانة دولة إسبانيا المعظمة، وأن نعطوكم أمارة ودليلا على محبتنا ومودتنا، ونوجه لكم سفيرا من شريف حضرتنا كما يوجه سائر ملوك الدول سفراءهم لعندكم برومة ليحضروا عيدكم، ويهنوا جانبكم بما من به الله القادر عليكم من بلوغ فقاهتكم إلى خمسين سنة.
فاخترنا لذلك خديمنا الأرضى الأنجد الأنصح القائد عبد الصادق بن أحمد الريفى، وعززناه بكاتبنا الأرضى الأنبل الطالب أحمد الكردودى، وعينا لمرافقتهما الأساقفى البدرى خوسى لرجونادى كبير الرهبان الصبنوليين الذى هو عزيز عندنا لأنه رافق غير مرة سفراءنا للدولة الصبنيولية المحبة.
ونحن على يقين من أنكم تقابلون سفيرنا المذكور، ومن معه بمثل ما تقابل به مجادتكم سفراء الأجناس المحبين من الاعتناء والبرور، في الورود والصدور، وتصدقونه فيما يذكره لكم عنا من المحبة والمودة، ودمتم في سرور وهناء، ملحوظين بعين الاعتبار والاعتناء، وختم في ١٢ من ربيع الثانى عام ١٣٠٥".
وحيث أتينا على كثير من علائقه السياسية مع ملوك الدول ورؤسائها بين التفصيل والإجمال، ناسب أن نذيل على ذلك ببعض الظهائر الشارحة لما كان يقع مع نواب تلك الدول من الأخذ والرد والمراجعة والمباحثة تتميا للفائدة وإظهارًا لما خفى، وبيانا لمكانة المترجم السياسية.
ونص أولها وهو يتعلق بدعوى مغربية على حكومة الجزائر بعد الحمدلة والصلاة والطابع الصغير.