زرهون بعد وفاة والده لفاس بقصد الأخذ بها عن جلة أعلامها، ثم إنه غلب عليه الحال، واشتغل بالعبادة وقصد الشيخ أبا الطيب بن يحيى دفين بلاد ميسور بوصية من والده أبي إسحاق إبراهيم له، وذلك أن أبا الطيب المذكور جاء مرة زائرًا لزرهون على العادة، فاجتمع معه سيدي إبراهيم، ونادى ولده المترجم، فلما دخل عليهما قال له: يا ولدى ادن من الشيخ أبي الطيب وسلم عليه: يا ولدى هذا شيخك، فلما كبر المترجم ذهب إلى أبي الطيب ولازمه حتى كان منه ما كان، وكان المترجم هو خليفة جده بزاويته بعد وفاة والده، وكان والده قبله هو الخليفة بها بعد وفاة والده سيدي عبد الله الخياط، ثم لازم المترجم داره بالمنية الفوقية من حومة قنطرة أبي الرءوس وأقبل على عبادة ربه حتى أتاه اليقين.
مشيخته: أخذ عن والده بزاوية جده من زرهون، ولازمه إلى أن توفي وذهب لفاس فأخذ عن أبي الطيب ولازمه، وعلى يده فتح له ولم ينتسب إلا إليه، ولم أقف على تاريخ وفاته، بيد أنه من أهل القرن العاشر، إذ شيخه أبو الطيب كانت وفاته في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وقد أشار إلى المترجم الشيخ المدرع في منظومته في صلحاء فاس رضوان الله عنهم بقوله:
والسيد الخياط واسمه على ... ذو الجاه والهمة والقدر العلى
كذاك سيدي مغيث أحيا ... ذكرهما معا دريب المنيا
[٥٠٩ - على بن قاسم الوقاد المعافرى قاضيها أبو الحسن.]
حاله: علامة نقاد وقفت على رسم مسجل عليه بتاريخ ثالث عشرى جمادى الأولى عام اثنين وعشرين وألف، يتضمن تزوج الشاب الأمجد أبي العباس أحمد بن عبد الله الجنان الأنصاري بالبكر العذراء المصونة فاطمة بنت المرحوم أبي زيد عبد الرحمن حفيد أبي عبد الله محمَّد بن جابر الغسانى رحم الله الجميع.