ثم انتخب للإمامة بمسجد القصبة الإمامية المعروف اليوم بجامع القصبة فكان الإمام الراتب به، ثم أخر عنها، وولى مكانه سيدنا الجد المولى على بن محمد بن عبد الملك بن زيدان، وسبب ذلك أن السلطان العادل مولانا سليمان جاء يوما للمسجد المذكور بقصد أداء فرضه جماعة فيه، فاتفق أن الإمام الراتب تخلف لعذر وكان الجد المذكور من الملازمين المواظبين على الجماعة، فأمر مولانا سليمان بإقامة الصلاة على الجد وأمره بالتقدم فامتثل وأم، ومن ذلك الوقت صيره الإمام الراتب به، ثم لما علم المترجم بالواقع أبدى أعذارا مقبولة أباحت له التخلف، فعين إماما راتبا بالضريح الإسماعيلى، رحم الله الجميع بمنه.
الآخذون عنه: أخذ عنه السيد محمد بن العباس آتى الترجمة في المحمدين في جماعة، ولم أقف على وفاته.
[٩٢ - إدريس بن الطيب بن اليمانى بن أحمد بو عشرين.]
حاله: من بيت علم وديانة وفضل وصيانة، قال في "خمائل الورد والنسرين": إن بنى العشرين من الخلف الصالح الأنصارى الذين ظهروا بأرض المغرب وشاع فضلهم وظهرت آثارهم من الخير والصلاح وشعائر الدين ونشر العلوم الشرعية، قال: والذى تحقق عندنا في أول استقرارهم بالديار المغربية أن انتقالهم لهذه العدوة كان من عدوة الأندلس، وأن أولهم الذى خرج من الأندلس هو أبو الحجاج يوسف البياسى، وكان من سادات زمانه علما ودينا وضخامة قدر وجلالة جاه، قال: والذى رويناه عن بعض الأثبات الثقات المعمرين الأخباريين من أهل مكناسة وذكرته للشيخ العلامة الكاتب سيدى اليمانى رحمه الله في حكاية ذكرتها في "الجيش العرمرم" فلما عرضت عليه ذلك الذى نذكره الآن أقره وصدق الذى حكاه لى، والذى حدث به ذلك المحدث المذكور، هو أن انتقالهم كان من تونس إلى تلمسان، ثم إلى فاس، ثم إلى سلا، ثم إلى جبال الزبيب، ثم إلى مكناس، فلما ذكرت ذلك للفقيه المرحوم سيدى اليمنى، قال: ذلك صحيح، إلا