فامتنع، وبعد مراجعات وقع الاتفاق على بناء الأبراج بثغر الرباط، فأمر ببناء برج السراط، وبرج السقالة، وبرج الدار، وبرج القصبة والسقالة، ثم إن المترجم هو الذى أمر على وجه السر بتغريق الأسطول البحرى المغربى لأمر أوجبه.
[علائقه السياسية]
كان للسلطان المولى عبد الرحمن علائق ودية مع ملوك عصره وأمرائه المسلمين وغيرهم من الأوربيين، فقد راسل السلطان عبد المجيد الأول العثمانى، وخاطبه مهنئا ومعزيا، كما هادى عباس باشا الأول صاحب مصر، ولما توفى باى تونس وتولى مكانه المشير محمد باشا، راسل السلطان سنة ١٢٧١ معلنا تبوأه عرش الإمارة ومجددا عهد السلف، فأجابه المترجم بكتاب من إنشاء العلامة الأديب اكنسوس.
ولما توجه ولديه سليمان والرشيد للحج سنة ١٢٦٥ ركبا في سفينة إنجليزية ذهابا وإيابا، وأصحبهما هدية سنية إلى عباس باشا أمير مصر، قال صاحب الابتسام: إنها كانت تشتمل على خيل وسرج مذهبة وبغال فارهة، وتحف من طرائف المغرب، فكانا في ضيافته من يوم حلولهما في ثغر الإسكندرية إلى أن رجعا إليه مغربين، وقام بكل ما يحتاجان إليه من زاد ومركوب حتى وصلا لمكة، ومن مكة إلى الإسكندرية، وبعث معهما أبوهما صدقة للحرمين، وكان مدة السفر ذهابا وإيابا خمسة أشهر لخ.
وقد وقفت في مستودع الأوراق الرسمية بالدار العلية من رباط الفتح على رسالة كتبت للسلطان المترجم تدل على نوع من العلائق والاتصال مع على باشا والى مصر، جد عباس باشا المذكور، ونصها بلفظها بعد الحمد لله والصلاة:
"بعد تقبيل البساط بين يدى أمير المؤمنين نصره الله، ودام لنا وللمسلمين وجوده.