بالوالى يدر بن ولجوط، وكان ذلك السبب في قبضه على وانده وامتحانه إياه بالذبح فيمن قبض معه من قرابته، وقد مرت الإشارة للقضية فيما أسلفناه.
وفاته: توفى سنة أربع وتسعين وخمسمائة في سن الثمانين.
٣٩١ - عبد الله بن محمد بن عيسى.
التادلى الأصل، الفاسى الدار، المكناسى الإقبار.
حاله: علامة متفنن، فقيه أديب، شاعر مفلق، حسن الخط جليل القدر، له رسائل وأشعار، مع شجاعة وصرامة عرف بها، تولى قضاء مدينة فاس على عهد أبى يعقوب اللمتونى يوم السبت سادس عشر ذى الحجة سنة تسع وسبعين وخمسمائة، كما تولى قضاء بسطة وغيرها، وكان من أعدل القضاة، واستوطن مكناسة ودخل الأندلس في آخر الدولة اللمتونية، ولقى أبا بكر بن العربى بإشبيلية، وهم بالسماع منه فصده الفقهاء للتباعد الذى كان بينهم، وكان والده أبو عبد الله من حفاظ المذهب المالكى مشاورا بفاس.
مشيخته: روى عن أبى بحر الأسدى، وأبى محمد بن عتاب، وأجازا له وهو آخر من روى عنهما بمغرب العدوة، وصحب القاضى أبا الفضل عياضا، ولقى ابن بشكوال فأجاز له ولم يعول إلا على ابن عتاب، وأبى بحر، ولم يعتمد على غيرهما، وبسببهما أخذ الناس عنه كثيرًا لانفراده بهما أخيرًا، وقيل: إنه صحب أبا بكر بن الصائغ الحكيم بألمرية.
الآخذون عنه: منهم أبو عبد الله بن حوط، وأبو عبد الله الحضرمى، وأبو الحسن بن القطان، وأبو الربيع بن سالم، وأبو الخطاب بن خليل، وأبو عبد الله الأزدى، وأبو الحسن الغافقى في جماعة. قال ابن خليل: وكتب لى بالإجازة من مراكش.