للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هديتهم قالوا له: إننا نأمل أن ترفع شكايتنا للجلالة السلطانية بطلب رفع ضرر عاملنا فلان، وكامل العامل من خاصة المولى عبد الرحمن، فأجابهم بأن السلطان لا يقبل في ذلك العامل كلامًا لإفراطه في محبته ولكن لا بد لى من أن أبلغ كلامكم لمحله، ولما كان الفجر توجه لشريف الأعتاب طبق عادته ولما أخبر الأمير بحضوره وجه عليه، وقال له: يا فقيه أراك لا تنفع نفسك ولا تنفع غيرك، فقال له: يا سيدى ماذا فعلت؟ فقال له الأمير: الهدية التي رجعت البارحة على أصحابها لم تحزها لا لنفسك ولا لبيت المال، وكان اطلاع السلطان على ما حصل غريبًا إذ لم تكن له عيون للمراقبة مبثوثة تراقب الأمور ثم تطلعه عليها بسرعة فائقة.

وللمترجم أيضًا:

وعار على الحر المقام ببلدة ... يكون بها نذل العبيد شريفًا

قاله لما أخر عن منتصب الوزارة، وأكثر عبيد البخاري من التعريض به وإظهار الشماتة وحاول التنقل من مكناس لفاس، وله شعر جيد في احتلال تلمسان وتطوان.

٢٨٩ - محمد أمزاج المكناسى الأصل الفاسى النقلة والدار.

حاله: فقيه صوفى قال لكتاب الله ذو ذوق عجيب، وإدراك مصيب، له معرفة كاملة بالرقائق وطريق القوم ودقائقها متأدب بآدابها، ولوع بحضور مجالس العلم، متقشف معرض عن زهرة الدنيا وزخارفها، كثير الخمول متجرد لا يتشوف لما في أيدى الناس، ولا يرضى بالدون، لباسه لباس الزهاد والبهاليل، إلا أنَّه لا ينعق في الأسواق ولا يدعى لنفسه مزية، وربما سأل الناس إذا دعته الضرورة لقمع سطوة الجوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>