للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل المسامع تهوى أن تكون لها ... من حلى شعرك حر الشعر تقريط

وكل جيد مجيد قد تشوق أن ... يرى وهو بعقد منك معلوط

تنشيه ثم توشيه الأنامل من ... يمناك من كلفها بالخير مبسوط

بمثلكم دولة الأشراف تفخر لا ... بمثل من فيه إفراط وتفريط

وأنت غرة هذا العصر دمت وما ... للدهر يومًا على علياك تسليط

وقوله:

عبيد العصا فاضرب منهم كل من عصى ... ولا تغترر منهم بمن لك بصبصا

وإن كنت في شك فجرب تجدهم ... كماكمه فيما نص عنه وأبرصا

وفاته: توفى بفاس عام ثمانين ومائتين وألف ودفن بالمسجد المجاور لضريح الولى الأشهر سيدى على أبي غالب وكتب على قبره هذا البيت (١) المضمن تاريخ وفاته:

فرش السعادة في ذا القبر تاريخ ... ووزر صاحبه بالعفو منسوخ

هـ من فصول الجمان، في أبناء وزراء وكتاب الزمان، لأبي عبد الله بن المفضل غريط المذكور.

قلت: وقد كان المترجم زاهدًا ناسكًا، حدثني ولده الفقيه الكاتب السيد المهدى وزير الشكايات في العهد العزيزى سابقًا ووزير الخليفة السلطانى بمراكش حينه، أن فريقًا من قبيلة عبدة وردوا عليه ذات ليلة بأمة وحمل سكر وجرابًا من الريال الدور وهدية إليه مدة وزارته، فرد ذلك عليهم وعنفهم وأقسم لهم بالله أنَّه لا يسمع منهم كلامًا إلا إذا حملوا هديتهم، فلم يسعهم إلا الامتثال، ولما حملوا


(١) في هامش المطبوع: "البيت لولده السيد محمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>