للشيطان هواه ومرتضاه. غير مكترث بأنه من أعظم السيئات. وإن ما قدره سبحانه لا بُد آت. فما أخسر متجره ونصيبه. وما أعظمها عليه من مصيبة. ولقد ابتليت بقوم عميت عليهم الأنباء. وحملوا من الأضغان والإحن الأعباء. فهم عن غرر المحاسن لا يتساءلون. ولا بطلعتها يتفاءلون. وإنما يبحثون عن الأدون والمساوئ. دون الأرجح والمساوى. ومهما عاينوا تحبيرى في فن من الفنون. خاب رجاؤهم وساءت الظنون. وكادت تعاجلهم المنون. يودون حينى. واندثار رسمى وأينى. ومع هذا فهم كما قيل:
لنا صاحب مولع بالخلاف ... كثير الخطاء قليل الصواب
ألج لجاجا من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب
إلى أن قال إثر شعره المتقدم:
"ثم هأنا أقترح من أنامل قرائح الجنان. وأستوهب من سحائب البنان. أن تسمح بإجازة رافلة في معرض الإتقان. على بهجة تخر لها الأذقان. ما نسج بارع على منوالها، ولا ظفر طامع بأحوالها. تزرى بكل أنيس مطرب، ويغبط في روائجها المشرق والمغرب" وهو أطول من هذا وأطنب فيه وأطاب وأباع ما شاء.
وفاته: توفى فجأة برباط الفتح يوم الأربعاء حادى عشر صفر الخير سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، ودفن بدويرة بالزاوية الناصرية بحومة أبى القرون.
[١١٣ - التهامى: ابن المهدى المزوار المكناسى النشأة والدار.]