وأكمل مزاياه من بين سائر جنسه بترجمان البيان وعنوان المبانى. فلم ينفك مقتنصا ظباء الفرائد. ومعربا عن عرب العين الخرائد. إلى أن بدت رافلة في حلل الطروس وحلى السطور. شاهدة ببراعة القدرة وبداعة المقدور.
وأشهد أنه الله الذى جل ثناؤه. وكمل سناه وسناؤه، وعمت رحمته وآلاؤه. وعذب لأوليائه لأواؤه.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده المحلى بحلى الفضائل والفواضل. والموشح بوسيم الوسائل. وسرى المسائل. الصادع بأحكام الأحكام المعنوية والحسية. والمفسر حديث أسرار الحضرة القدسية. أعظم الحائزين قصبات السبق في ميادين الكمالات. وأفخم الفائزين بروائع الخلال وجوامع المقالات صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين حملوا لنا راية الفروع والأصول. وظفروا بقصارى الأدب ونهاية الوصول. صلاة وسلاما دائمين صادقين بلا مين.
وبعد: فإن أنفس ما تنافست فيه نفائس الأفكار. واصطفته على حسان حور الأبكار. وماست به طربا. وهويته منى واربا. واستطابته شذى وريا، وفاخرت به طلعة الثريا، وفيه عذب رشف كئوس المنية. وبه تمت الخلال السنية. وتحققت الحقائق. وكشفت البراقع عن وجوه الدقائق. وشيدت أركان المراقى. وميز بين السافل والراقى. وفى فضله تقاعست الألسنة. واستحوذ عليها فتور وسنة. فنون العلم التي ناهيك في علو شأنها. وعزة تدرها وسلطانها. أن منها ما عرف إيحاء. وما كان أنحاء. وما تفق عن ذى الأصول الجليلة وما هو إلى الكل وسيلة. بيد أن بعض القلوب جبل على الغبطة. وذلك أفلح مطلوب وأنجح خطة. وكيف لا وقد قرن الله تعالى شهادته بشهادة أهله. وجعل سبحانه البينونة بين إدراكه وجهله. كما جاء أنهما في غاية المباينة. وليس الخير كالمعاينة. وبعض الأفئدة طبع عليه بطابع الحسد. وأفصح بذلك عنوان الجسد. فعمل بموجبه ومقتضاه. وآثر