تولى رياسة التوقيت بمنار القرويين، وبقى بها سنين عديدة، ثم نقله السلطان إلى مكناسة الزيتون، وولاه رياسة توقيت جامع قصبته.
مشيخته: أخذ عن مشايخ فاس، وحصل التوقيت على الحافظ أبي زيد الفاسى.
وفاته: تُوفِّي بفاس سنة أربع ومائة وألف.
٣٦٩ - مسعود بن جلون.
القاطن بمكناسة الزيتون، ترجمه الزبادى في سلوك الطريق الوارية.
حالة: قال في سلوك الطريق في حقه: المرابط الأرضى، الخير الناسك الخامل، المتجرد المحب، إلى أن قال: كان رحمه الله سنيا، ذاكرا محبا صادقًا، ذا أخلاق كريمة، وتواضع لله وللعباد، وخشوع وخضوع، ممن تعتريه الأحوال، وتظهر عليه ذو وجد وغيبة، يخبر عن أشياء في حال سكره، وينكر في حال صحوه، وكان متقشفا متجردا عن الدنيا وأهلها, يفتر لسانه عن ذكر الله، زَوَّارًا للصالحين الأحياء منهم والأموات، وله خبرة بمقابرهم، حتَّى كان رحمه الله ما دخلت مكناسة قط في حياته وسلمت عليه إلَّا وقبضنى من يدي في الحين، ويمر بي ويطوف بي على جميع من بمكناسة داخلها وخارجها من الأموات والأحياء، ولا يفارقنى مدة مقامى هناك ليلا ولا نهارًا، وإذا ورد علينا لفاس لا يلتفت حتَّى يصل إلى دارنا وينادى علىّ، فإن وجدنى وإلا فيقول لأهل الدار: إذا جاء قولوا له: إن مسعودا جاء ساعيًا بأبوابكم، وكان يعتمد الشيخين مولاى التهامى، وأخاه مولاى الطِّيب الشريفين اليملاحيين الوزانيين رحمهما الله ورضى عنهما.
مشيخته: أخذ عن مولاى التهامى، وأخيه مولاى الطيب المذكورين.