ثمن غلة ذلك الزيتون لا تتجاوز ثمن ما يحتاج إليه المسجد من الحصر ولا ينقص، وأن ذلك تتبع بالاستقراء عدة أعوام فلم يتخلف.
ووقفت على نصف مصحف كريم من سورة الكهف إلى من الجنة والناس، بخط رائق فائق، على أول ورقة منه تحبيس صاحب الترجمة له على أمه المصونة السيدة عائشة المتوفاة في سادس جمادى الأولى عام سبعة وعشرين ومائة وألف، حسبما هو منقوش في رخامة ضريحها الواقع خلف الجدار الشرقى من قبة شريح أبي زيد عبد الرحمن المجذوب، وتاريخ التحبيس أواسط رمضان العام رحم الله الجميع آمين، وقد تقدم قريبًا ذكر ما أنعم به على طبيبه عبد الوهاب أدرّاق في ترجمته.
٤٩٣ - على بن حمود.
المكناسى الأصل الفاسى الولادة والدار المكي الوفاة.
حاله: عالم زاهد، ورع محسن إلى الغرباء، كثير الخشوع، مشمع الصدر معرض عن الدنيا، مقبل على الطاعة متواضع، سريع الدمعة، مشفق على عباد الله، رحل إلى الحج عام اثنى عشر وخمسمائة، ولقى جلة الأعلام، ورجع بعد قضاء حجة سنة ثمن عشرة وخمسمائة، فأقام بمدينة فاس مدة، ثم دخل الأندلس بنية الغزو والرباط، وصحب بها جلة علمائها، ثم رجع إلى فاس وبقى بها إلى سنة ستة وعشرين، ثم رحل كرة ثانية ودخل الْمَرِيَّة، ورحل منها إلى الإسكندرية، ثم أعاد الرحلة إلى الحج وجاور بمكة، وأمّ بالحرم المكي شرفه الله.
ذكره ابن الأبار في تكميل الصلة، وابن فرتون في الذيل، وابن الزبير، وصاحب الجذوة، وصاحب صلة الصلة، قالوا: أصله من مكناسة الزيتون.
مشيخته: روى عن أبي بكر الطرطوشى سنن أبي داود، وصحيح مسلم عن
٤٩٣ - من مصادر ترجمته: التكملة لابن الأبار ٣/ ٢٤٤، جذوة الاقتباس - ص ٤٦٧, صلة الصلة ٤/ ١٥٧.