للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٨ - محمد بن عبد القادر بن محمد فتحا بن عبد القادر بن على بن موسى بن المير الصبيحى النافعى الغربوى أصلا الزرهونى داراً ومدفنا يعرف بابن قدور.

حاله: فاضل دين، خير ناسك ورع، فقيه متضلع جليل، علامة معتمد في الفروع والأصول، مفت مدرس، بركة كامل، تولى قضاء الجماعة بالحضرة المكناسية المولوية الهاشمية، وقفت على رسم حبسى مسجل عليه بالحوالة المشتركة بين الكبرى والأحمدية أعنى المنسوبة لمولاى عبد الله بن حمد بتاريخ تسعة عشر ومائتين وألف، وذلك بصحيفة مائتين وثلاثة عشر محلى فيه بالعلم والفضل والتدريس والتحقيق والإتقان وقضاء الجماعة بالحضرة الهاشمية المولوية السلطانية مدينة مكناسة، وآخر بتاريخ أربعة عشر ومائتين وألف، وآخر تأدية بصحيفة مائتين واثنى عشر، وآخر بتاريخ سبعة عشر ومائتين وألف وفيه زيادة نسبة النافعى بعد نسبة الصبيحى.

حدثني ابن عمنا العلامة المثبت المحقق سيدي محمد بن أحمد العلوى أنه أخبره بعض المسنين ممن أدركه يتعاطى خطة الشهادة سماعا من الشريف الفقيه سيدي عبد الواحد الإدريسى، أن المترجم كان قاضيا بالزاوية الإدريسية من قبل الأمير مولانا سليمان، فاتفق أن الأمير المذكور جاء لزيارة الضريح الإدريسى فخرج أهل البلد لاستقباله عدا الفقيه المذكور، وأهل مجلس درسه، فإنه تأول أن محبة الأمير في العلم ونشره تقتضى أن يجده في درسه حين مروره بالمسجد للضريح فعمل على ذلك، وحين دخل الأمير المسجد وعاين اشتغاله بالدرس قام مع أهل مجلسه وأدوا حينئذ تحية الأمير فغضب من ذلك وعزل المترجم من خطة القضاء، قال محدثى المذكور: لكن سألت عن ذلك بعض المسنين من عدول بلدنا، فأخبرنى أن المترجم لم يتول القضاء بالزاوية، وإنما كان من جلة المفتين، فاتفق أن أفتى في قضية وقعت من يهودى كان محترما بأخت السلطان المذكور بأن تقطع يده.

<<  <  ج: ص:  >  >>